Take a fresh look at your lifestyle.

أوباما في السعودية: عش الزوجية آمن ولا شيء يعكر صفوه!

 

 

أوباما في السعودية: عش الزوجية آمن ولا شيء يعكر صفوه!

الخبر:

نقلت وكالات الأنباء يوم الأربعاء 2016/4/22 نبأ وصول أوباما إلى الرياض للقاء الملك سلمان وباقة من أمراء وملوك دول مجلس التعاون الخليجي.

 

التعليق:

لقد علق بروس ريديل مسؤول الاستخبارات الأمريكيةCIA السابق ومدير قسم الاستخبارات في معهد بروكنجز على زيارة أوباما بقوله “بالرغم من وجود اختلافات فإن أمريكا والسعودية ليستا بصدد طلاق، حيث يحتاج كل منا الآخر”. ووصف بعض المراقبين علاقة الدولتين بالزواج الدائم الذي ليس له نهاية. وتعبّر هذه التصريحات عن عمق العلاقة بين الدولتين. أما الأمير تركي بن عبد العزيز الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات السعودي فقد صرح لوكالة CNN الأمريكية بأن علاقة السعودية مع أمريكا تحتاج إلى إعادة توزين وقال “إلى متى ستستمر السعودية باعتمادها على أمريكا؟ وإلى أي مدى يمكن أن نعتمد على استمرار قيادة أمريكا لعلاقاتنا؟”

كل ذلك يشير إلى أن زيارة أوباما للسعودية هي زيارة استراتيجية تتعلق بالعلاقة بين أمريكا والسعودية، أكثر منها زيارة عمل تتعلق بالقضايا الراهنة والمتمثلة بالحروب الدائرة في سوريا واليمن وليبيا والحرب على (الإرهاب) الذي هو في أصله صنعة أمريكية تستعمله أداة لتنفيذ مآربها.
والحاصل أن أمريكا تعتبر السعودية حجر زاوية فيما يتعلق بمصالحها في الشرق الأوسط وفيما يتعلق بالنفط من حيث هو أداة لتحقيق هيمنة أمريكية مقابل خصومها في أوروبا وآسيا. إلا أنه من المعروف أن السعودية تُحكم مباشرة من عائلة آل سعود وأن ملوكها من أبناء عبد العزيز تنوعت ولاءاتهم في السابق ما بين ولاءات تقليدية لبريطانيا وأخرى مكتسبة لصالح أمريكا. وهذا الواقع جعل العلاقة بين السعودية وأمريكا تتأرجح حسب ميول واتجاه الملك.

وقد وجدت الإدارة الأمريكية فرصة ثمينة في تولي الملك سلمان عرش السعودية، ومن المعروف أن سلمان قد مال ميلا واضحا وقويا باتجاه أمريكا. هذه الفرصة تريد أمريكا أن تستفيد منها لجعل تبعية السعودية لأمريكا دائمة وليست متأرجحة. وهذا ما عبر عنه الأمير تركي بن عبد العزيز بقوله “إلى متى يمكن للسعودية أن تستمر في الاعتماد على أمريكا؟ وإلى أي مدى ستستمر قيادة أمريكا للعلاقة بين الدولتين”؟ وجدير بالذكر أن الناقدين الإعلاميين في أمريكا اعتبروا تصريحات الأمير تركي خارجة عن المألوف. خاصة أنه ختمها بقوله إن العلاقة بين البلدين تحتاج إلى إعادة توزين.

من هنا فإن زيارة أوباما للسعودية لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين البلدين. فقد جاء أوباما للسعودية لضمان استمرار تبعية السعودية لأمريكا وعدم عودتها للتبعية البريطانية. كما جاء تصريح الأمير تركي لكشف هذه الغاية تحديدا دون الحديث عن أي من القضايا المدرجة على جدول أعمال لقاء القمة الأمريكي الخليجي. ولا شك أن أوباما يريد أن يختم رئاسته لأمريكا بإنجاز يتوج فترة حكمه ويبقى شاهدا له كما كان للرئيس مونرو، وآيزنهاور وكارتر. فهل يصبح أوباما رجل أمريكا الذي استطاع أن يجلب السعودية بشكل دائم إلى حظيرة الدول التابعة لأمريكا بغض النظر عن الملك الذي يتربع على عرشها؟

إن سياسة أوباما وخطته تجاه السعودية تصطدم بعقبتين رئيسيتين:

الأولى: وجود وسط سياسي قوي وفعال يعمل باتجاه التبعية التقليدية لبريطانيا، وليس من السهل تجاوز هذا الوسط. وليس أدل على ذلك من تصريحات الأمير تركي لحظة وصول أوباما إلى الرياض.

الثانية: وهي الأهم والأقوى، وهي أن الواقع في البلاد الإسلامية يتغير بشكل سريع، وبالتالي فإن ظهور قوة جديدة في المنطقة لا تنتمي لا إلى بريطانيا ولا إلى أمريكا، بل تنتمي إلى عقيدة الأمة وحضارتها ونظامها المنبثق عن دينها الحنيف. وبالتالي فإن مقدرة أمريكا على أخذ السعودية إلى جانبها بشكل دائم لا بد ستصطدم مع هذا الواقع الجديد. وحينها ستذهب سياسة أوباما وإنجازاته أدراج الرياح ليس في السعودية فحسب بل وفي كل منطقة العالم العربي والإسلامي. وحينها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد ملكاوي

2016_04_24_TLK_1_OK.pdf