لن تتحقق العدالة للنساء في بنغلاديش إلا في ظل الخلافة الراشدة وليس تحت وطأة حكم ديمقراطي علماني (مترجم)
لن تتحقق العدالة للنساء في بنغلاديش إلا في ظل الخلافة الراشدة
وليس تحت وطأة حكم ديمقراطي علماني
(مترجم)
الخبر:
ذكرت أخبار bdnews24.com بأن الشرطة فشلت في معرفة لماذا قتلت الطالبة الجامعية سوهاجي جيهان تونو في كوميلا، ناهيك عن التعرف على القتلة رغم مرور شهر على مقتلها. وتقول إدارة التحقيقات الجنائية (CID) في الشرطة بأنها تستطيع فقط أن تؤكد أن عملية القتل، الذي أثار احتجاجات في أنحاء البلاد، كان مع سبق الإصرار. وعندما وجدت جثة تونو داخل معسكر كوميلا في ليلة 20 آذار/ مارس، اشتبهت الشرطة بأنها كانت قد تعرضت للاغتصاب قبل أن تقتل. ووسط احتجاجات مستعرة في جميع أنحاء بنغلاديش، قال خبراء في الطب الشرعي أنهم لم يجدوا أي دليل على الاغتصاب أثناء فحص الجثة. وقد أجري فحص ثانٍ للجثة بعد صدور أمر من المحكمة منذ 17 يوما، ولكن لم يتم الإعلان عن نتائج التحقيق.
التعليق:
إن أي شخص من رعايا بنغلاديش لديه الحد الأدنى من المعرفة فيما يتعلق بالنظام القضائي في البلاد يعرف ما هو المصير المنتظر في قضية قتل تونو المثير. وقد أثار منظمات حقوق الإنسان والمحامون المعتبرون والأفراد الواعون في البلاد بالفعل شكوكا خطيرة حول العملية الإجمالية للتحقيق. واتُهمت وكالات إنفاذ القانون بتدمير الأدلة وتهديد عائلة تونو. وفي مقابلة مع صحيفة ديلي ستار، قالت المديرة التنفيذية للرابطة الوطنية للمحاميات في بنغلاديش، المحامية سلمى علي، “لدي شكوك جدية حول تقرير التشريح الأول. لقد فشلت في التأكد من سبب وفاة سوهاجي جيهان تونو… تقرير التحقيق الذي قدمته الشرطة هو أيضا غير مقبول. إنها لم تجد أي علامة لإصابة أو اعتداء على أي جزء من جسم الضحية”. وادعى والد تونو، الذي كان أول من عثر على ابنته مقتولة أن الجزء الخلفي من رأس تونو كان محطما، وكانت هناك إصابات في أنفها بشكل خاص. ولكن لم تذكر أيٌّ من هذه الأدلة في تقرير التشريح. وعلاوة على ذلك، في 2 نيسان/ أبريل، قال رئيس المحكمة العليا سينها كورونا واصفا القوانين القائمة في البلاد بأنها قد عفا عليها الزمن، “ليس من الممكن ترتيب محاكمة قتل تونو بالقوانين التقليدية وقانون القرن الثامن عشر”. وأيضا، من خلال إظهار استيائه إزاء التراكم الضخم للقضايا والإجراءات القانونية المطولة، أضاف “لا أحد يستطيع الحصول على العدالة. في معرفتي فإن أفراد الجيل الثاني، والثالث للشخص الذي يذهب إلى المحكمة، هم الذين يحصلون على نتيجة (الحكم). هل هذه عدالة؟ في رأيي، هذه سخرية”.
سؤال واحد أثير في جميع أنحاء البلاد عقب هذا الحادث المروع: “هل ستلقى قضية تونو العدالة أبدا؟” والجواب بالتأكيد هو “لا”. فقد أثبتت الإحصاءات المفزعة لإساءة معاملة النساء في بنغلاديش، أنه بعد 46 سنة مما يسمى الاستقلال، فشل هذا النظام الوضعي في تحقيق أي نوع من العدالة للمرأة. وبدلا من ذلك، تعرضت الآلاف من النساء للمصير المأساوي الذي لقيته تونو، ولم تتحقق لهن العدالة أبدا. بعد 18 عاما، فشل هذا النظام القضائي الديمقراطي في توفير العدالة لشازين كما أنه فشل في توفير العدالة لجايانتي رضا طوال السنوات الـ 12 الماضية. أمثلة مثل هذه كثيرة جدا لا يتسع المجال لذكرها.
والمفارقة هي، أنه على الرغم من أن الطبقة العلمانية الحاكمة وما يسمى المجتمع التقدمي في بنغلاديش دائما ما يلقي باللوم على الإسلام والشريعة في اضطهاد المرأة، فإن النساء في بنغلاديش في ظل هذا الحكم الديمقراطي الليبرالي لا يمكنهن حتى الحلم بالمجتمع الذي أنتجه الإسلام قبل 1400 سنة. ففي عهد الخلافة، كان عرض المرأة هو عرض الدولة، وقد كان الخلفاء يعلنون الحرب إذا تعرضت كرامة أي امرأة لاعتداء. فرسول الله e قد أعلن الحرب ضد بني قينقاع لاعتدائهم على امرأة مسلمة واحدة. وأعلن الخليفة المعتصم بالله الحرب ضد الروم لاعتدائهم على امرأة مسلمة لم تكن حتى من رعايا دولة الخلافة. وبعث الحجاج بن يوسف القائد الشاب محمد بن القاسم لقتال ملك السند الهندوسي داهر سينج لإنقاذ النساء المسلمات من أسره. ومع ذلك، فإنه في بنغلاديش الديمقراطية، حيث تحتل النساء حاليا مئات المناصب المهمة في المجتمع، مثل منصب رئيس الوزراء، وزعيم المعارضة، ووزير، وعضو في البرلمان، ومسؤول حكومي، وضابط شرطة وما إلى ذلك، أصبح الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي والقتل الوحشي لآلاف من النساء هو القاعدة. وعلاوة على ذلك، فإن جهل واضعي القانون حول القوانين، والإجراءات القانونية الطويلة، والثغرات في القوانين، والتدخل السياسي وخيانة الأمانة من وكالات إنفاذ القانون، كل ذلك يخلق حاجزا كبيرا لتحقيق العدالة في المجتمع. وبالتالي فإن المسلمين في بنغلادش يجب أن يعلموا أن العدالة لا يمكن أن تتحقق للمرأة إلا في ظل الخلافة على منهاج النبوة – وليس تحت وطأة الحكم الديمقراطي العلماني.
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:
﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود