يا علماء وشيوخ بلاد الحرمين:
هذا أوباما جاء يقودكم ويتولى أمركم! فما قولكم؟
الخبر:
البيان الختامي للقمة الخليجية – الأمريكية يؤكد على الشراكة الاستراتيجية وتحقيق الاستقرار والأمن.
أكد أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، في قصر الدرعية بالرياض مساء أمس، في ختام أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورئيس الولايات المتحدة الأميركية على الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار للمنطقة. (الرياض: 2016/04/22)
التعليق:
رسالة إلى رجالات الدولة السعودية، من العلماء والفقهاء والسياسيين والعسكريين، وإلى كل من يتصدر رعاية شؤون الناس ويرعى مصالحهم، ويتصدر الحديث عن سياسة الدولة والمواقف السياسية، وعلى وجه الخصوص العلماء الذين يتصدرون الإفتاء فيما يتعلق بقضايا الأمة الإسلامية والأحداث السياسية وأفعال الحاكم الداخلية والخارجية:
أقول لكم جميعا وأسألكم بالله: هل تدركون ما يحدث حولكم؟ هل تعرفون لِمَ جاء أوباما يحضر مجلس قمة الدول الخليجية؟ وهل تعلمون ما البُعد في أحاديث القوم عن (محاربة الإرهاب) وعن الأزمات السياسية في سوريا والعراق واليمن؟ وهل تعلمون ما يجري في العلاقات الثنائية بين أمريكا والدولة السعودية؟
هل تدركون ما تعنيه هذه الأحاديث وهذه التحركات والأعمال السياسية؟ إن كنتم تدركون فهذا حسن، لأنكم ستدركون كذلك المواقف التي يجب أن تتخذوها حيال ما يحصل، فسينبئكم إدراككم أن أمريكا هي عدوكم وعدو الإسلام والمسلمين، وأنها تسيطر على بلادكم وأنها تستميت في الحصول على ثرواتكم، وأن تبقى أرضُكم سوقا استهلاكية لمنتجاتها وخدماتها، وأنها تستخدمكم وتستخدم رجالاتكم العسكريين والفنيين وقواتكم المسلحة والاستخباراتية لخططها في العراق واليمن والشام، وسينبئكم إدراككم أنها لا تريد بكم خيرا كما تريده لنفسها وشعبها، وأنها لم ترسل زعيمها العالمي ليتداول مع حكامكم كيف يخدمكم، وأنها هي التي تحل وتربط، وهي التي تقرر وتمنع، وهي التي تأمر وتنهى…
أما إن قلتم يا علماء السعودية وفقهاءها وعسكرها ورجال دولتها أنكم لا تدركون ذلك، فأقول قد كذبتم والله، فأنتم تدركون، وتدركون كذلك أن حاكمكم السعودي إنما يأتمر بأمر أمريكا، ويخضع لخططها ويوجه أبناءه إلى جهنم حيث تريد أمريكا، ويدفع أموال البترول ويبعثرها حيث تريد وتهوى أمريكا، لإنقاذ هذا الزعيم ودعم ذاك الرئيس وإنقاذ تلك الدولة من السقوط، وتوظيف الأموال والقوات لخدمة خطط التدمير والتقسيم في المنطقة، إنكم تدركون ذلك حقاً وصدقاً، ولكنكم قد واليتم ملككم من دون الله وواليتم من والاه من الأمريكان والأوروبيين حتى بتّم كالتماثيل الصماء البكماء العمياء لا تنطقون.
ولو كنتم على أساس إدراككم السليم عاهدتم الله على اتخاذ المواقف السليمة لكان حالكم وحال أمتكم ذا شأن آخر، ولما تمكن منكم عدوكم ولجعلتم شعوبكم، بل حتى الحصى والشجر يقف معكم ويقاتل من ورائكم، ولا سيما إن انطلقتم باتخاذ المواقف استنادا إلى العقيدة الإسلامية وإلى أوامر الله واجتناب نواهيه وما أرشد إليه دين الإسلام في الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس الشرعي.
أم أنكم تقيسون الأمور قياسا باطلا فعميت عيونكم عن أمر الله وكذا عن التحرر من العبودية لليهود والنصارى والكفرة ورضيتم بالذل، فتأكلون مما يطعمونكم وتلبسون مما يحيكون لكم، وتقاتلون بالسلاح الذي صنعوه لكم، وتسكنون في مساكن ومدن بنوها لكم، وتنقادون كالنعاج لما يخططونه لكم، فذوقوا وبال أمركم وتعساً لكم.
أسأل الله العزيز الكريم أن يعيدكم إلى صوابكم فتنزعوا ولاءكم عن حكامكم الظالمين، ثم تعملوا على نزعهم وتمتثلوا لأمر الله وحده وتعملون لإعادة الحكم بما أنزل الله بإقامة الخلافة على منهاج النبوة.
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [سورة الممتحنة: 1]، ويقول سبحانه: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾ [سورة هود: 113]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بن إبراهيم – بلاد الحرمين الشريفين