الكاذبان أوباما وبوتين.. ولعبة البحث عن “تناغم” في سوريا
الخبر:
الجزيرة نت: ينذر الاتصال الأخير للرئيس الأمريكي باراك أوباما بنظيره الروسي فلاديمير بوتين حول سوريا؛ بتصاعد القلق الأمريكي من احتمال انهيار اتفاق وقف الأعمال العدائية، تزامنا مع حالة الجمود التي تطبع مفاوضات جنيف للسلام.
بيد أن دلالات حديث أوباما عن ضرورة وجود “تناغم” بين بلاده وروسيا حيال الحفاظ على سوريا وتحريك المسار والانتقال السياسيين، تطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق اتفاق ومدى استجابة بوتين لذلك. وكشف أوباما لقناة “سي.بي.أس” الأمريكية مؤخرا أنه أبلغ بوتين بأنه يتعين عليهما تحريك الوضع إلى الأمام، وأنهما متفقان على الحفاظ على هيكلية الدولة لكنهما يختلفان حول مصير الرئيس بشار الأسد. كما حذر أوباما من أن الوضع “لن يكون في صالح أي منا” في حال عودته إلى ما قبل الهدنة.
التعليق:
(الوضع “لن يكون في صالح أي منا” في حال عودته إلى ما قبل الهدنة!)؛ بهذه فقط صدق أوباما وهو الكذوب. فقد أعيت ثورة الشام ورجالها المخلصون أمريكا ومن ورائها العالم المتربص بالمسلمين، وظهر ذلك جلياً في محاولات أمريكا المتكررة والمتعددة الصور والأشكال للإمساك بالثورة لإجهاضها، فما استطاعت ذلك أبداً وما هنئ لها العيش وهي تحلم بالالتفاف على ثورة الشام التي أرادت لها أن تكون درساً مؤلماً لشعوب المنطقة وخاصة للمسلمين حتى لا يتجرأوا يوماً ما على الحركة أو التغيير أو استرداد سلطانهم المغتصب. ولو قرأ أوباما التاريخ جيداً وخاصة تاريخ الثورات العريقة لأيقن أنه المهزوم في النهاية.
فالثورة الفرنسية التي قامت عام 1789 ضد الملك الظالم لويس السادس عشر الذي يشبه حكامنا الحاليين كثيراً فقد عاث في الأرض فساداً من خلال فرض الضرائب الباهظة على الناس وعدم الاعتراف بالرعايا الفقراء لعدم دفعهم للضرائب واعتماد رجال الدين النصارى والإقطاعيين فقط في الحُكم، واستطاعت هذه الثورة عزل لويس السادس عشر، وعلى الرغم من الاضطرابات التي طرأت على هذه الثورة من خلال محاولات الدول الأوروبية الملكية الأخرى تقويضها حتى لا تنتقل إلى شعوبها، إلا أن هذه الثورة استمرت في مشوارها 41 عاماً فانتفضت عام 1830 واستطاعت عزل الملك شارل العاشر الذي تم تنصيبه من قبل الدول الأوروبية عام 1815 ونصب الثوار مكانه لو فيليب في إطار نظام حكم يعتمد على “الملكية الدستورية”، إلا أن الأخير لم يحترم مبادئ الدستور فانتفض الثوار مرة أخرى عام 1848 واستطاعوا عزل لو فيليب وتم إعلان الجمهورية الفرنسية كأول دولة تعتمد على نظام جمهوري في العالم.
هذه الثورات في أوروبا لم تكن ثورات مبدئية ولكنها كانت ثورات مخلصة أرادت التغيير الجذري وقلع الأنظمة الديكتاتورية ورغم تحايل الدول الأخرى عليها لإجهاضها إلا أنها لم تتمكن من ذلك فانتصرت وانتقلت لمعظم الدول الأخرى. فكيف بثورة ربانية تنظر إلى السماء وهدفها تحكيم شرع الله في الأرض واستئناف دولة الرسول عليه الصلاة والسلام الأولى وإنقاذ البشرية من شرور الرأسمالية وغطرسة حكامها! إنها بلا شك منصورة رغم مؤامرات أمريكا وروسيا ورغم العملاء والخونة الذين يخطون بأياديهم الآثمة أبشع تاريخ لهم ولمؤيديهم، فهم يبصمون على قرار خيانتهم لله وللرسول وللمسلمين، وصدق الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام