Take a fresh look at your lifestyle.

ليس أكبر من كذب أمريكا ودجلها إلا تفاهة وخيانة الذين يرضَوْن بها راعياً لمفاوضاتهم

 

ليس أكبر من كذب أمريكا ودجلها إلا

 

تفاهة وخيانة الذين يرضَوْن بها راعياً لمفاوضاتهم

 

 

 

الخبر:

 

انعقدت في مدينة هانوفر الألمانية، يوم الاثنين 2016/4/25، قمة خماسية بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسي الوزراء البريطاني والإيطالي ديفيد كاميرون وماتيو رينزي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وقد أعرب المجتمعون عن “القلق” حيال الخروقات “الخطيرة” لوقف الأعمال الحربية الذي تم التوصل إليه قبل ثمانية أسابيع بين قوات الجيش والفصائل المقاتلة في سوريا، مشددين على أن “الحل يمر عبر مواصلة” مفاوضات السلام في جنيف. ودعت القمة جميع الأطراف لاحترام وقف الأعمال القتالية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والمساهمة في نجاح مباحثات جنيف في شأن الانتقال السياسي. وأعلن أوباما إرسال 250 مدرباً عسكريا أمريكياً، ولا سيما عناصر من القوات الخاصة، لمساعدة مقاتلي المعارضة على مكافحة تنظيم الدولة.

 

وحض أوباما أوروبا على عدم الاكتفاء بالاعتماد على الولايات المتحدة لضمان دفاعها في إطار “حلف شمال الأطلسي”، وزيادة نفقاتها العسكرية. وحض الرئيس الأمريكي أوروبا على البقاء “قوية وموحدة”.

 

التعليق:

 

إن أهم ما يلفت النظر في هذا الخبر ليس الكذب الذي فيه، بل وضوح الكذب، والوقاحة فيه. وإذا كان هؤلاء هم الكبار في العالم، فكم هو حقيرٌ هذا العالم وهزيلٌ تحت قيادة أمريكا والرأسمالية. وإذا كان حكام العالم وملوكه بهذا الدجل والنفاق، فكم هو شاقٌّ على العالم أن يستمر في هذا الواقع.

 

أكثر من 5 سنوات مرت على الثورة السورية، وحكام أمريكا يصرِّحون بعدائهم لبشار أسد، وأن عليه أن يرحل، ثم يتبين أن هذا كله خداع ودجل. ومرّت فترة مثل ذلك أيضاً وحكام أوروبا يصرحون بأن بشار أسد جزار، وأنه فقد شرعيته ويجب أن يرحل، ثم يتبين أنهم منافقون، وأنهم أعجز من أن يستقلوا بهكذا قرار.

 

إن مجازر النظام السوري تاريخية وموثقة ومستمرة، ومع ذلك فأمريكا تحميه وتمنعه بكل وقاحة وصلف، وهي  تفعل ذلك بينما هي تهدده! وبلغ بها الحال أن تتخذ محاربة أعدائه استراتيجية لها، وأن تقود دول العالم والمنطقة لصرفها عن محاربة بشار وجيشه وحلفائه. ثم تتظاهر بأنها عاجزة عن منع روسيا من دعم النظام.

 

لذلك فعندما تنعقد هذه القمة الأمريكية الأوروبية، لأجل ما يجري في سوريا، ثم لا تحضرها روسيا، فهذا دليل على الكذب والدجل، وعلى هزال هذه القمة.

 

وعندما لا يكون على جدول أعمال القمة بحثُ التخلص من بشار ونظامه، ثم يزعم أوباما ومبعوثوه العجز عن إسقاطه، فهذا كذبٌ مع وقاحة، ومع استخفاف بالعقول. وعندما يكون موضوع البحث الأهم هو (الإرهاب)، أي الإسلام، فلن يخفى على مراقب حينئذٍ أن أمريكا هي التي تحمي نظام بشار، وأن عدوها هو الإسلام والصحوة الإسلامية وعودة الخلافة.

 

ومما يكشف عدم جدية الأمريكان تضخيمُهم لتنظيم الدولة، حيث يقولون إنه صار ضخما ومخيفا، ويحتاج القضاء عليه لتضافر جهود دولية وعالمية ولسنوات طويلة. ثم يأتي ما يقدمونه ممسوخاً بـ250 جندياً ليقوموا بتدريب ومساعدة من يحارب التنظيم. وهذا يؤكد أن تنظيم الدولة عندها مجرد ذريعة.

 

وبما أن هذا الكذب كله ليس جديداً، بل قد مضت عليه سنوات، وأثبتته التجارب لسنواتٍ طويلة، فالمثير والأنكى من كل ما سبق هو أولئك النفر الذين يزعمون تمثيل الثورة السورية، ثم يذهبون لمفاوضة النظام تحت رعاية أمريكا، وبشروط خيانية ومذلة، فيجمعون إلى التفاهة والغباء فسقاً وخيانة، ويشاركون دول الكفر في خداع أمتهم، ثم يتشدقون بالثورة! فليس أكبر من كذب أمريكا إلا خيانة هؤلاء، الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمود عبد الكريم حسن

2016_04_27_TLK_2_OK.pdf