Take a fresh look at your lifestyle.

الإهانة العظمى هي الاستعمار المستمر (مترجم)

 

 

الإهانة العظمى هي الاستعمار المستمر

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أغضبت القنصلية التركية في روتردام أعضاء البرلمان الهولندي عندما دعت الجماعات التركية في هولندا إلى إخبارها عن أي إهانات بحق الرئيس أردوغان.

 

وقد اشتكى عدة أعضاء في البرلمان عن “اليد الطويلة لتركيا” بينما قال رئيس الوزراء الهولندي أنها كانت حركة “غريبة”.

 

في الأسبوع الماضي، سمحت ألمانيا، بمقاضاة هجائي مرموق لإهانته أردوغان.

لقد قرأ يان بوهيمرمان قصيدة فظة على التلفزيون تهدف إلى اختيار القانون الألماني.

كلاً من ألمانيا وهولندا تمتلكان قوانين قديمة ضد إهانة رؤساء الدول الصديقة.

“خائف”

 

في البداية امتنعت السفارة التركية عن التعليق على الموضوع واصفةً إياه بازدياد رسائل الكراهية. ولكن بعد أن أثارت القصة الغضب في هولندا، قالت السفارة إن الموضوع كان عبارة عن سوء فهم. وقالت إن موظف السفارة استخدم خيارًا سيئًا لكلماته التي أرسلها للجماعات التركية في هولندا، كما ورد في NOS الهولندية. الواقع أن القنصلية طلبت فقط أن تعلم عن العبارات والتصريحات العنصرية وحملات الكراهية.

 

التعليق:

 

شهد الأسبوع الماضي الكثير من الفوضى والهيجان حول الهجائي الكوميدي يان بوهيمرمان الذي أهان أردوغان على التلفزيون الوطني الألماني. وقد أثار الموضوع الكثير من الجلبة مما اضطر محامي أردوغان في ألمانيا لرفع قضية ضد الكوميدي الهجائي. ولم يكد الموضوع يهدأ قبل اكتشاف بعض الأشخاص المعروفين في هولندا أنهم مجبورون للدفاع عن “حرية التعبير” التي اعتبروها في خطر. لذا فقد قاموا بهجاء جنسي صريح.

 

وكأي قضية أخرى هناك دائمًا عدة زوايا للنظر إليها. وعلى سبيل المثال نستطيع أن نسأل أنفسنا: لماذا وافق التلفزيون الوطني الألماني أو قرر بث هذا النوع من الهجاء، مع العلم المسبق أن أردوغان سيتصرف كما فعل بالضبط – باستفزاز -، ونستطيع أيضًا أن نسأل عن التوقيت لهذا الأمر – خصوصًا أن أوروبا وبالذات ألمانيا في خضم اتفاقيات ثنائية مع تركيا بخصوص أزمة اللاجئين. ولا ننسى التوتر الذي سيسببه في ظل وجود الملايين من الرعايا الألمان من أصول تركية  يعيشون في ألمانيا. من هنا نسأل: ما الهدف من ضرب إسفين بين الناس؟

 

نستطيع أن نسأل أنفسنا أيضًا عن حقيقة ما يدعى “حرية التعبير”. نستطيع أن نسأل لماذا يحظر العديد من الجماعات غير العنيفة من النشاط مثل حزب التحرير؟ لماذا تلجأ دول تسمى “متحضرة” إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات – هذا إذا ما صنفتها كمتحضرة -؟

 

يحق لنا أن نسأل عن الاستخدام الانتقائي لما يسمى بـ”حرية التعبير” أو الاستخدام الحصري له.

 

أو الأجدر بنا أن نسأل: لماذا اتخذ أردوغان إجراءات عندما تم المس بشخصه، ولكنه حافظ على علاقات الصداقة مع الدول الغربية التي دافعت عن الإهانات التي وجهت لخير البشر، رسول الله e، بل ووقفت سدًا منيعًا مع المسيئين.

 

هناك العديد من الأسئلة التي يمكن أن نبلورها، لكن هناك نقطة واحدة أحب أن أشير إليها وهي التكبر والعقلية الاستعمارية للغرب. عندما قامت القنصلية التركية بالطلب من أهل تركيا الذين يعيشون في هولندا بتبليغها عن أي إهانة ضد أردوغان أو الدولة التركية، سبب ذلك الاضطراب في البرلمان. كان هناك غضب في أن “يد أردوغان الطويلة” ما زالت تتدخل في الجالية التركية في هولندا. وتحت كل هذا الضغط سارعت القنصلية بسحب طلبها ووضعته جانبًا بحجة أنه خطأ أحد الموظفين.

 

الأمر المحزن في الموضوع هو أن “اليد الطويلة للغرب” تتدخل في شؤون كل بلاد المسلمين منذ قرن من الزمان. يفرضون علينا أجندتهم الاستعمارية بشكل يومي ولا نستطيع أن نتقدم بأي أجندة بسيطة. إن الخطاب “القاسي” لأردوغان لن يغير علاقة السيد والعبد المذلة التي تربطنا بالغرب حتى يتوحد المسلمون حول قائد مخلص يقوم على مصالحهم وشؤونهم ويقطع كل يد تمتد إلى هذه الأمة النبيلة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أوكاي بالا

 

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

2016_04_27_TLK_3_OK.pdf