Take a fresh look at your lifestyle.

يا نساء الأردن: مؤتمر البرلمانيات يحمل السمّ الزعاف

 

يا نساء الأردن: مؤتمر البرلمانيات يحمل السمّ الزعاف

 

 

 

الخبر:

 

يستضيف مجلس الأمة يومي الرابع والخامس من شهر أيار/مايو المقبل، مؤتمرا دوليا للنساء البرلمانيات في عمان، بمشاركة 500 سيدة من مختلف القارات، يمثلن برلمانات بلادهن.

 

وفي هذا النطاق، أطلع رئيس اللجنة التحضرية العليا للمؤتمر خميس عطية، صحفيين على أهمية الحدث العالمي وقال “هذه أول مرة تستضيف فيها قبة مجلس الأمة مؤتمرا من هذا النوع”، لافتا إلى أن “المؤتمر مهم، نظرا لحجم المشاركة فيه، ولأن محاوره النقاشية تتعلق بقضايا المرأة”. كما أكد أن هذا المؤتمر يحمل رسالة سياسية لافتة للمجتمع الدولي، مفادها أن الأردن بلد مستقر وآمن.

 

بدورها قالت مساعد رئيس مجلس النواب فاتن خليفات إن “المؤتمر سيعقد لأول مرة في المنطقة، وسيسلط الأضواء على قضايا المرأة وتمكينها ومشاركتها في صنع القرار”. (وكالة أخبار المرأة).

 

التعليق:

 

لقد استطاع الغرب الكافر في وقت مضى أن يحرف نفراً من النخبة المتعلمة عن توجهها الحقيقي بتحميلها مشروعاً تغريبياً يحمل في طياته أفكار الغرب، حتى أصبحت الحركات النسوية مؤهلة للقيام بدور وكيلة الغرب المستعمر في بلادنا لإفساد المرأة المسلمة وذوقها الإسلامي لكن ما راع الغرب أن المرأة المسلمة في الأردن ترفع الصوت عاليا في حملة: “ارفعوا أيديكم عن أعراضنا” لتعود من جديد المرأة المسلمة حاملة المشروع الإسلامي العظيم.

 

فليعلم المؤتمرون مسبقا أن مؤتمرهم لا يمثل المرأة المسلمة منشئة الأجيال والتي لا تقبل المقايضة ولا المداهنة ولا التنازل عن دينها، فإما إسلام وإما كفر، فالتمكين لدين الله لا يمكن أن يتم بمجاملة مؤتمر يرفض وصف المرأة بأنها “أم وربة بيت وعرض يجب أن يصان”، ولنا فيما حدث للمرأة الغربية عظة وعبرة.

 

فالكل يعلم أن الحركة النسوية نشاط سياسي غربي يتكئ على الأفكار الغربية من قبيل الحرية والمساواة والتي لم تحصد المرأة الغربية منها إلا شوكا ودمارا وأكبر دليل على ذلك ما أتى في إحصائياتهم من نسب طلاق وتعنيف وانهيار للحياة الزوجية وأطفال الزنا وسوء الأخلاق والشذوذ…

 

ففي بريطانيا “العظمى” أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك، أما الشرطة البريطانية فقد أعْيتها المكالمات الهاتفية لتبلّغ شكاوى اعتداء على زوجات أو شريكات، علمًا بأن الكثير منهن لا يبلّغن الشرطة إلا بعد تكرار الاعتداءات عليهن عشرات المرات.

 

أما عن أمريكا “بلد الأحلام!” والمروّجة الأولى للحريات فتغتصب فيها يوميا 1900 فتاة، 20% منهن يغتصبن من قِبَل آبائهن ولا حول ولا قوة إلا بالله… ويقتل سنويا مليون طفل ما بين إجهاض متعمّد أو قتل فور الولادة، كما بلغت نسبة الطلاق في أمريكا أكثر من 60% من عدد الزيجات.

 

هذا بالإضافة إلى أن عددا من مراكز دراسات وبحوث أمريكية كشف عن تفاصيل للإحصائية مثيرة جدا تبرز مدى زيف شعارات التحرر والمساواة كما اتضح أن الأطفال الذين شهدوا عنف آبائهم معرضون ليكونوا معتدين على زوجاتهم في المستقبل ألف ضعف.

 

فأي مجتمع يريدون وعن أي قرار يتحدثون وأي مؤتمر هذا الذي يدبّرون؟

 

أيها البرلمانيون،

 

استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا، فكيف تتناسون أن أهل الأردن لا يزالون يحتاجون منكم تبني قضاياهم المصيرية من ضمان الأمن والتعليم والتطبيب وسائر الحاجات الأساسية للناس كلهم، وينتظرون خروجكم بأرقام حقيقية تكشف نسبة الفقر والعوز، علما أن بعض الدراسات كشفت أن 79% من دائرة “الفقر المطلق” ينتفعون من الجمعيات الخيرية.

 

فأين ثروات البلاد وأين دور الدولة في هذا المجال، ومتى كان التسوّل لدى الجمعيات المشبوهة استقرارا وأمنا يا رئيس اللجنة؟!! يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.

 

يا نساء الأردن،

 

إن أرض الأردن أولى مناطق الشام التي فتحها المسلمون، والتي كانت منطلقا لفتح بلاد الشام جميعها في عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن ثم مصر وآسيا وأفريقيا وجزء من أوروبا، فكيف ترضَيْن بدعاة النسوية أن يصنعن القرار بدل أن تكن أنتن الصانعات الرائدات!

 

فلا تسمحن لذوات الجوارب الزرقاء و”السوفراجيت” أن يحبطن طموحكن بشعارات زائفة لصرفكنّ عن صنع القرار الحقيقي والتغيير الجذري لتطبيق الإسلام والعيش في كنفه وظله.

 

فالأرقام السابقة تُظهر بوضوح أن المرأة المهانة ليست امرأة الأردن ذات الحجاب والجلباب والنقاب، ولا امرأة جزيرة العرب التي تعيش في حيز من الصون والمحافظة يدعو كل المجتمع ليقدم لها التوقير والاحترام، وإنما الابتذال الحقيقي والإهانة هما في النظام الرأسمالي العلماني الذي جعل المرأة سلعة كما جميع السلع، والعدوان عليها بشتى أشكال التعسف والاضطهاد!

 

فهل هناك من أعطى المرأة حقها غير الإسلام؟ وهل كانت هناك كرامة للمرأة في بلادنا إلا قبل أن تدمرها العلمانية؟

 

هذا شاهد من أهلها المفكر والقانوني الفرنسي المعاصر، (مارسيل بوازار… M.Poizer) يقول: (إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء) وقال: (أثبتت التعاليم القرآنية وتعاليم محمد r أنها حامية حمى حقوق المرأة التي لا تكل).

 

فلماذا لا يشخص دعاة هذا المؤتمر هذه المعضلات الحقيقية التي تنذر بالانفجار والخطر فيعالجوها بنظام رباني يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، مشروع خير أمة عليه خير دولة على منهاج النبوة، فهي المسألة الأكثر إثارة الآن في الأوساط السياسية، وهو ما يعني ضمنياً تحدّياً للتحرر من التبعية الفكرية الغربية؛ لأن المرأة المسلمة لن ترضى مطلقا أن يعيش جيل المستقبل في ذيل الدول.

 

﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً

 

 

 

كتبته لإذاعة الكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

خديجة بن حميدة – تونس

2016_04_30_TLK_2_OK.pdf