بذريعة محاربة القاعدة
دخول قوات أمريكية إلى مدينة المكلا جنوب اليمن
الخبر:
جاء في موقع (العربي) الإخباري الثلاثاء 26 رجب 1437هـ الموافق 3 أيار/مايو 2016م أن قوات أمريكية وصلت مطار المكلا لمكافحة الإرهاب وسط تكتم شديد للخبر.
التعليق:
منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل أكثر من عام، بين طرفي النزاع: حكومة هادي ومعها مشيخات الخليج من جهة، وقوات الحوثي والرئيس المخلوع صالح من جهة أخرى، والقوات العسكرية تدخل اليمن من كافة الأنحاء في تسابق محموم على السيطرة على الأرض، بحجج وذرائع مختلفة.
فمنذ آذار/مارس 2015 تدخلت قوات ما يسمى التحالف العربي بقيادة السعودية في الحرب، وأضحت قواتها تصول وتجول في الأراضي اليمنية بحجة محاربة الحوثيين!!
وفي المقابل لطالما تم الإعلان عن كشف سفن أسلحة إيرانية تصل إلى الحوثيين عبر المنافذ المختلفة، علاوة على وجود (خبراء ومقاتلين إيرانيين) يتم الإعلان عن مشاركتهم في القتال إلى جانب الحليف الحوثي، بل إن التحالف العربي أعلن عن وصول معدات عسكرية تصل الحوثيين ضمن سفن المساعدات التابعة للأمم المتحدة!!
وكان زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي قد أعلن أن بريطانيا هي من دخلت عدن بقوات إماراتية ومتعددة الجنسيات، فيما سمي معركة تحرير عدن.
ويبدو أن المشهد ذاته يتكرر اليوم في سواحل اليمن على بحر العرب في مدينة المكلا، التي كانت تسيطر عليها (القاعدة)، وتم إدخال قوات عسكرية إماراتية بمعدات وأسلحة ثقيلة لتحرير المدينة من (الإرهاب)، وكشف موقع العربي أن قوات إماراتية وأردنية هي من تقوم بالسيطرة اليوم على مطار المكلا وميناء الضبة النفطي في مدينة المكلا، علاوة على المواقع العسكرية في المدينة، وهذا يؤكد أن الإنجليز لا يريدون التخلي عن مستعمراتهم (القديمة الجديدة) في جنوب اليمن، بل يعملون اليوم لتأمين وجودهم العسكري والسياسي في كل الجنوب اليمني، فيما يتم التفاوض في الكويت مع الجانب الأمريكي على حل توافقي يؤمن وجودهم في شمال اليمن عن طريق دعم شرعية هادي، التي قال عنها المخلوع علي صالح أن تلك الشرعية أعطتها بريطانيا لهادي فيما سمي المبادرة الخليجية.
وكانت الإمارات قد أعلنت سابقا أنها تقدمت بطلب إلى الولايات المتحدة لمساعدتها في مكافحة الإرهاب في اليمن ضد تنظيم القاعدة، ويبدو أن ذلك ما تم بالفعل.
الإمارات تدخل مدينة المكلا لتأمين باقي جنوب اليمن لمصلحة سيدتها إنجلترا، وأمريكا تستغل ذريعة مكافحة الإرهاب لإدخال قوات لها إلى المدينة ذات الاحتياطي الأكبر للنفط، والتي يقع بها أكبر ميناء نفطي في البلاد. ويؤكد ذلك ما أعلنه مراسل إذاعة (الوكالة الوطنية الأمريكية) توم باومان، في تغريدة له على تويتر، عن وصول فريق من القوات الخاصة والاستخبارات إلى مدينة المكلا لملاحقة تنظيم القاعدة.
وبهذا تتضح دوافع الصراع الدولي وخصوصا بين الإمبراطورية السابقة بريطانيا وشرطي العالم الجديد أمريكا، على منابع النفط والثروة في العالم، ولم يكن اليمن استثناءً في ذلك الصراع.
ولا تعدو الأطراف المحلية المتصارعة داخل اليمن عن كونها دمى تم صناعتها لتقوم بالدور المرسوم لها، مقابل وعود بفتات من بقايا الثروة المتصارع عليها تلك.
والأجدر بأهل اليمن أن ينفضّوا عن تلك القيادات الخائنة لهم والخائنة قبل ذلك لله ولرسوله ولأماناتها، وأن يلتفوا حول مشروع الخلافة على منهاج النبوة، فتحفظ فيها الثروات وتحقن فيها دماء المسلمين وتصان فيها أموالهم وكرامتهم، ويطرد الكافر المستعمر أخيراً من بلاد الإسلام، منذ دخوله إليها إبان هدم الخلافة في مثل هذا الشهر قبل خمس وتسعين سنة، فليجعل أهل اليمن من ذكرى هدم خلافتهم، حافزا لإعادتها وإعادة سلطان الله في الأرض، قال تعالى: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – اليمن