Take a fresh look at your lifestyle.

الجزائر تئن في صمت

 

الجزائر تئن في صمت

 

 

الخبر:

 

تجمع مئات من أهل الجزائر من مختلف بلديات ولاية تلمسان صباح يوم السبت 30 نيسان/أبريل أمام البريد المركزي استجابة لدعوة تنسيقية الجمعيات المساندة لبرنامج الرئيس بوتفليقة لتنطلق مسيرة وسط تأطير وحضور أمني مكثف.

 

التعليق:

 

تأتي هذه التحركات كردة فعل لما بات يدركه القاصي والداني في الجزائر حول حقيقة ما يجري في كواليس قصر المرادية من صراعات داخلية بين أجنحة السلطة حول خلافة الرئيس المقعد عبد العزيز بوتفليقة، كان أهمها التلاسن المتواصل بين زعيمي جبهة التحرير الوطني عمار سعداني والتجمع الديمقراطي أحمد أويحيى، إضافة إلى التصريحات النارية من قبل زعماء المعارضة لويزة حنون وعلي بن فليس وعبد العزيز مقري.

 

ليعود ومن حيث لا يحتسب أحد إلى الجزائر بعد ثلاث سنوات قضاها في الولايات المتحدة الأمريكية وزير الطاقة سابقا شكيب خليل المتهم الرئيس بالفساد في شركة سونطراك، يعود وكأنه الحمل الوديع والرجل التقي النقي ليتصدر تحركه داخل البلاد وفي الزوايا عناوين نشرات الأخبار والصحف ومواقع التواصل وكأنه حسب بعض المراقبين الرجل المناسب في الوقت المناسب لينهض بالجزائر خلفا لبوتفليقة، كما اعتبر هذا التحرك مؤيدو بوتفليقة كردة فعل لما نشره رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على موقعه في شبكة التواصل لصورة الرئيس بوتفليقة وهو في حالة صحية حرجة ومتدهورة جدا تناقلتها كل وسائل الإعلام ومواقع التواصل وأحدث ضجة إعلامية كبرى، إلى درجة توتر العلاقة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، واعتبروه مساساً بالسيادة الجزائرية وإساءة لشخص الرئيس. هذا خط أحمر لا يسمح لأي كان المساس به.

 

وفي حقيقة الأمر إن ما نشره مانويل فالس هو واقع، وإن أريد به باطل؛ حيث أكدت الرئاسة الجزائرية في بيان لها انتقال الرئيس بوتفليقة للعلاج في جنيف ويعود بعد أسبوع من العلاج مما يؤكد أنه آن الأوان في الجزائر لعملية إخراج لإنهاء فترة حكم بوتفليقة، إلا أن هذه العملية معقدة ربما تؤدي لفوضى خلاقة واحتقان داخلي وصراع وتنافس القوى الاستعمارية في الخارج يقود الجزائر إلى المجهول. إن الجزائر بلد المليون شهيد والبلاد الإسلامية الغنية بثرواتها النفطية والمعدنية والحيوانية، والقوية بجيشها وأمنها، والجميلة بموقعها الاستراتيجي والشامخة بتاريخها وشعبها الشهم الأبي لا يصلح ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقودها مقعد ولا مشلول ولا رويبضة من الرويبضات المتنافسين على كرسي قصر المرادية، وإنما هي في انتظار رجل مخلص يتقى به ويقاتل من ورائه يحكم بشرع الله ويقود البلاد والعباد إلى بر الأمان ويضم إليه باقي بلاد المسلمين ويعلنها خلافة راشدة على منهاج النبوة، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سالم أبو عبيدة – تونس

 

 

2016_05_07_TLK_4_OK.pdf