الاعتداء على المسلمات مستمر
(مترجم)
الخبر:
ظهور متميز للنساء المسلمات هذا الأسبوع في الصحف البريطانية، فقد نشرت صحيفة الغارديان مقالًا رياضيًا بعنوان “النساء المسلمات البريطانيات لا يحتجن إلى رعاية الرجال – هذه ليست الجزيرة العربية في القرن السابع”. وقد كان هذا ردًا على جواب جمعية مسلمي بلاك بيرن على سؤال أحد القراء اعتبرت فيه أنه “لا يجوز” للمرأة المسلمة أن تسافر أكثر من 48 ميلًا – أي ما يعادل ثلاثة أيام مشيًا على الأقدام – دون زوجها أو أحد محارمها من الرجال.
وقد ندد الكثير بهذا الجواب. فقد وصفه جوستين غرينينغ، وزير التنمية الدولية، “بالمشين” وأضاف بقوله: “إنه لا يوجد لهذا التفكير مكان في بريطانيا ويتعارض مع قيمنا البريطانية، وأعتقد أنه يجب على جمعية مسلمي بلاك بيرن أن تقوم بشكل واضح جدًا وعلنًا بالتراجع عن تلك الأجوبة”.
بينما يقول الدكتور الشيخ هوجات رمزي، وهو مستشار بارز للمجلس الإسلامي، إن هذه النصائح ليست مجرد رجوع “للقرون الوسطى”، بل إنها بصراحة نصائح “هجومية”.
التعليق:
يجري الآن استغلال المسلمين في بريطانيا في شن هجوم متواصل على الذين يلتزمون بدينهم. وعلى الرغم من أن أحكام السفر خاصة بالمسلمين ولا تنطبق على غيرهم، يُعتبر هذا الحكم بأنه غير مقبول ومتطرف، وأصبحت فجأة جميع مفاهيم الحرية الفردية لا تنطبق على المسلمين. ومرة أخرى فإن أسلوب [لا يتفق مع “القيم البريطانية”] الغريب الذي لا يمكن وضع الإصبع على مدلوله، يُستخدم للإيحاء بأن أحكام تنظيم سفر المرأة المسلمة تقف عائقًا أمام التلاحم والمشاركة في المجتمع.
ومع ذلك، فإن ذلك يشكل دفاعًا عن الجالية الإسلامية، حيث إن ذلك يظهر بوضوح أن كل رأي وكل عمل يخضع للرقابة وهو ما يشكل عائقًا حقيقيًا أمام تماسك المجتمع. وقد أوجد السياسيون ووسائل الإعلام مثل هذا الجو من الخوف والتعصب بحيث يُنظر للجالية الإسلامية “بالآخر” وأنها هي من يمنع التفاعل الحقيقي وبيان المفاهيم الخاطئة.
وقد جندت الحكومة أيضًا بعض الأفراد المسلمين للبرهنة والتدليل على صحة انتقاداتهم للإسلام في محاولة “فرق تسد” لصفوف الجالية الإسلامية. وبينما يتعرض المسلمون الذين يلتزمون بالإسلام للهجوم والتصنيف، فإن هؤلاء الذين يؤيدون الرواية الرسمية عن الإسلام تتم مكافأتهم وتمجيدهم بسبب تنازلاتهم.
غير أن كل المحن التي يمر فيها حملة دين الله سبحانه وتعالى أمر قد بينه الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت، يقول تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت: 2-3]
إن ما يحمله المستقبل للمسلمين في الغرب قاتم، بسبب ما يتعرضون له من اعتداءات بشكل فردي وبسبب حملات التشويه في وسائل الإعلام. ولكن هذه الآية الكريمة تذكر الجالية الإسلامية بوجوب التماسك والعمل ضد مخططات أعداء الإسلام حتى ينالوا الخير في الدارين.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عائشة حسن