حلب وصمة عار على جبين الأمة
الخبر:
ذكر موقع خبرني يوم السبت 2016/05/07م أن الأجهزة الأمنية أحاطت بدوار المشاغل في العاصمة عمان، السبت، وذلك لمنع وقفة لحزب التحرير المحظور في الأردن.
وكان أعضاء في حزب التحرير المحظور تجهزوا لوقفة قرب دوار المشاغل نصرة لحلب السورية.
ومنعت الجهات الرسمية إقامة الوقفة.
وأحاطت الأجهزة الأمنية بدوار المشاغل مهددة كل من يقدم على المشاركة بالوقفة بالاعتقال.
يشار إلى أن هذه الوقفة ليست الأولى التي يتم منعها منذ بدء أحداث حلب الأخيرة.
التعليق:
حلب كشفت كذب العالم ودجله وخداعه، حلب كشفت تخاذل الأمة الإسلامية وحكامها وجيوشها، حلب كشفت الفصائل التي تاجرت بدينها وأمتها، حتى غدت حلبٌ وصمة عار على جبين أمتنا، فمنذ أن هدمت دولة المسلمين ومزق شمل الأمة إلى دويلات سايكس بيكو، حكمها خدمة الاستعمار من حكام الخزي والعار الذين يخجل عالم الحيوان أن ينسبهم لنفسه، وحولوا بلاد المسلمين إلى سجون كبيرة، الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود، وما حلب إلا نقطة في بحر رذيلتهم، لذلك لن أوجه كلامي إلى هؤلاء بل سأوجهه إلى من بقي عنده ذرة من شرف أو نخوة عند الأجهزة المختلفة التي تدافع عن الطواغيت، والتي قامت بتنفيذ عملية المنع لهذه الوقفة، ألم يأن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق؟! ألم تكف دماء الأبرياء أن تنبه فيكم إحساس الرجولة؟! ألم يكف اغتصاب المسلمات أن يحرك فيكم الحمية والشهامة؟! ألا يكفيكم ما حل بنا من دمار وقتل واغتصاب ومهانة وذلة سببها من تحرسون كراسيهم من الطواغيت؟!
ألم تروا بأم أعينكم كيف سرقوا ثرواتكم وثروات أبنائكم؟! ألم تروا بأم أعينكم كيف أصبحوا عبيدا للغرب؟! ألم تروا بأم أعينكم كيف جعلوا بلادنا مباحة لكل وغد؟! ألم تروا كيف أذلوا أمتكم…؟! أليس فيكم أمثال سعد وسعد وأسيد؟!
أزال الكفرُ دولتنا فصرنا *** طرائد سهلةً للطامعينا
حُكمنا من طواغيت فعاثوا *** فسادا في ديار المسلمينا
وقد نهبوا البلاد ودمروها *** ولم يُبقوا لنا سترا يقينا
نحن نصدقكم القول ولا نبتغي منكم مالا ولا جاها، ونعمل لحفظ أمن بلاد المسلمين وأمانها بتطبيق حكم ربها، لأن من يطالبكم بالمحافظة على أمن البلاد والعباد لا يعمل ضدكم، ومن يستنصركم لا يعمل ضدكم، ومن يطالب بتطبيق شرع رب البشر بدل شرع البشر لا يعمل ضد أمن البلاد والعباد، بل نذكركم بأن الأمن والأمان مرتبط بالالتزام بشرع الله، وليس مرتبطا بقوة الأجهزة الأمنية وبطشها، انظروا إلى ليبيا ومصر وسوريا واليمن والعراق، لقد كانوا أشد منكم بطشا ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشاً﴾؛ فقد كانت أجهزة ليبيا وسوريا والعراق أشد منكم بطشا، فما نفعها بطشها وإجرامها وها هي تذوق ويلات كفرها بأنعم الله، الأمن والأمان أيها القائمون على الأجهزة الأمنية مرتبط بالالتزام بأحكام رب العباد لا بأحكام العباد ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾، وهذا يعني أن إيمانكم بالأنظمة الوضعية ووضعكم لأحكام ربكم جانبا سيورثكم الخوف والجوع، وهل هناك جوع وخوف أكثر مما نحن فيه!!
وإلى الفصائل في الشام بمختلف ألوانها وتوجهاتها التي باعت نفسها للشيطان من أجهزة استخبارات عالمية وإقليمية، وقبلت بالمال السياسي الحرام، وتعمل على اقتسام الكعكة على حساب أمتها ودينها أقول لهم: كفاكم متاجرة بأهلكم وبدينكم، وعودوا إلى رشدكم، واخلعوا أيديكم من أيدي الغرب وعملائه، واقطعوا رأس الأفعى في دمشق إن كنتم صادقين، واجعلوا تطبيق الإسلام هدفكم، وإلا فسوف تكونون مع حكام الخزي والعار في سجل الخونة والعملاء؛ سجل أبي لهب وأبي جهل وشاور والعلقمي.
وإلى حملة مشروع النهضة، أقول لهم: اصبروا كما صبر أولو العزم من الرسل، فلئن طال النصر فلن يضيع الأجر إن شاء الله… وأبشروا بجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد أبو قدوم