Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب القرض

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف 

 

باب القرض

 

 

 

نحييكم أيها الإخوة الكرام في كل مكان ونكون معكم وحديث جديد في حلقة جديدة من برنامجكم (مع الحديث الشريف) وإن خير ما نبدأ به تحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن قيس بن رومي قال: كان سليمان بن أذنان يقرض علقمة ألف درهم إلى عطائه، فلما خرج عطاؤه تقاضاها منه واشتد عليه فقضاه، فكأن علقمة غضب فمكث أشهرا ثم أتاه فقال: أقرضني ألف درهم إلى عطائي، قال: نعم وكرامة، يا أم عتبة هلمي تلك الخريطة المختومة التي عندك، فجاءت بها فقال: أما والله إنها لدراهمك التي قضيتني ما حركت منها درهما واحدا، قال: فلله أبوك ما حملك على ما فعلت بي؟! قال: ما سمعت منك، قال: ما سمعت مني؟ قال: سمعتك تذكر عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها مرة” قال: كذلك أنبأني ابن مسعود.

 

احبتنا الكرام: إن النظام الاقتصادي الذي شرعه الله يظهر للناس خطأ الأنظمة الاقتصادية الأخرى وكيف أن الإسلام وحده هو المعالج وهو وحده القادر على عدم توريط الناس في أزمات لا مخرج منها ولا حل لها إلا الترقيع، فها هو في هذا الحديث يبين لنا كيف عالج الإسلام احتياج أحدنا للمال بالاستقراض  وعدم الحاجة للمعاملة بالربا المنتشرة حاليا في ظل النظام الاقتصادي الفاشل، فالمحتاج إلى الاستقراض إما أن يحتاجه لأجل العيش أو يحتاجه لأجل الزراعة، أما الحاجة الأولى فقد سدها الإسلام بضمان العيش لكل فرد من أفراد الرعية، وأما الحاجة الثانية فقد سدها الإسلام بإقراض المحتاج دون ربا، وما دام الاستقراض موجودا وهو مندوب للمقرض والمستقرض فقد برز للناس أن الربا ضرر من أشد الأضرار على الحياة الاقتصادية، وأن الإسلام قد يسر التعامل بين الناس، وكيف أنه لم يعمل على استغلال جهود الناس بأخذ جزاء من غير بذل جهد.

إن أي نظام غير نظام الاقتصاد في الإسلام لا يصلح ولن يكون إلا وبالا على الأمة، وإن خلاصنا ليس فقط في الاستقراض ومنع الربا بل إن خلاصنا في تطبيق شرع الله كاملا اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا … الخ .. اللهم عجل لنا بتطبيق شرعك في الأرض .. اللهم آمين آمين

احبتنا الكرام وصلنا معكم لنهاية حلقتنا من برنامج مع الحديث الشريف نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته