المسلمون في أمريكا على موعد مع مؤتمر الخلافة
الخبر:
يعقد حزب التحرير في أمريكا مؤتمر الخلافة السنوي، مركزًا على العمل السياسي في الإسلام وأنه من أعمال الأنبياء. وسوف يتضمن المؤتمر أطروحات متعددة ونماذج مختلفة عن الأعمال السياسية التي سلكها الأنبياء وكُلفوا باتباعها، وفقرات أخرى تجسد دور المسلمين في الغرب والعمل الدعوي الخاص بهم، مذكرًا المسلمين بواجبهم تجاه استئناف الحياة الإسلامية.
التعليق:
لقد درجت وبرزت من أعمال حزب التحرير في العالم مؤتمرات الخلافة التي يعقدها في مختلف أنحاء العالم في ذكرى هدم الخلافة، ومنها ما يُعقد في بلاد الغرب، وخصوصًا أمريكا.
إن هذه المؤتمرات تخاطب المسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب، ويمارسون التكاليف الشرعية ونشاطاتهم اليومية، ليذكرهم ويذكر الأمة كلها بما حدث لها وما أصبحت عليه بعد سقوط دولة الخلافة العثمانية على يد المجرم مصطفى كمال، من تفريق للمسلمين، وهدر لممتلكاتهم، وانعدام الأمن لهم، وليذكر المسلمين في بلاد الغرب – وخصوصًا في أمريكا – بواجبهم الإسلامي تجاه قضية الأمة المصيرية، إقامة دولة الإسلام من جديد، ودورهم المنوط بهم في بلاد الغرب. حيث دأب حزب التحرير على عقد هذا المؤتمر السنوي في أمريكا من أجل أمرين اثنين؛ الأول: إبقاء المسلمين الموجودين في الغرب ملتصقين بأمتهم في العالم الإسلامي. والثاني: الحفاظ على هويتهم الإسلامية، فلا تذوب في المجتمعات الغربية.
إنه من المعلوم أن سياسة أمريكا تجاه المسلمين تأخذ شكلين اثنين؛ الأول: إذابتهم في المجتمع، وسلخهم عن دينهم وإخوتهم. والثاني: صهرهم في طبيعة المجتمع، وثقافته الرأسمالية، بإبعادهم عن عقيدتهم ودورها في التأثير على سلوكهم، فيزرع فيهم فصل الدين عن الحياة. ولهذا تستخدم أسلوبين في تحقيق هذين الهدفين؛ إما عن طريق الترغيب، والسماح لهم بممارسة حياتهم اليومية بحرية، منجرين خلف الشهوات كما هو حاصل عند شعبها. وإما عن طريق الترهيب، بتخويفهم من مغبة الالتزام الكامل بأحكام الإسلام.
لذلك، كان لا بد أن يبقى حزب التحرير وشبابه مع أبناء أمتهم الموجودين في بلاد الغرب، ينصحونهم ويرشدونهم إلى طريق الصواب، في نهج الإسلام وقيمه وتعامله. وهنا يأتي دور هذه المؤتمرات لتذكير أبناء الجالية الإسلامية في أمريكا، بدورهم المنوط بهم شرعًا، كما يأتي دورها في إيجاد سفراء حقيقيين يمثلون الإسلام والمسلمين عند الغرب، من أجل توصيل الإسلام لهم بالشكل الصحيح، وكذلك الدفاع عن حقوق المسلمين التي سُلبت منهم بغير حق.
فالله نسأل أن يسدد خُطا المخلصين من أبناء هذه الأمة، لكي ينشروا الإسلام والوعي على أفكاره في بقاع الأرض كافة، وأن يعجل بقيام دولة الإسلام، الراعية الحقيقية للدعوة إلى الإسلام، وأن يعيد المسلمين إلى حضن دولتهم في القريب العاجل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا