Take a fresh look at your lifestyle.

انتخاب أول رئيس مسلم لبلدية لندن ليس انتصارًا لمسلمي بريطانيا (مترجم)

 

انتخاب أول رئيس مسلم لبلدية لندن ليس انتصارًا لمسلمي بريطانيا

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

اعتبر العديد أن انتخاب صادق خان في الأسبوع الماضي ليصبح أول رئيس مسلم لبلدية لندن، اعتبره العديد فوزًا للمسلمين ولتعدد الثقافات في بريطانيا وهزيمة لبرامج أعمال المصابين بالرهاب من الإسلام. لقد حظي خان بأكبر عدد من الأصوات من أي مرشح آخر لرئاسة البلدية وفاز بنسبة 10% زيادة عن منافسه زاك غول سميث بالرغم من مواجهة حملة انتخابية من معارضة للمحافظين وصفها العديدون بأنها عنصرية وتدعو إلى الرهاب من الإسلام. لقد لمّحوا إلى أن خان يمكن أن يشكل خطرًا على الأمن الوطني “ويشرعن” الآراء المتطرفة لمشاركته السابقة في برنامج مع إمام يدعم إقامة دولة إسلامية.

 

هذه النتيجة أدت إلى قول البعض إن الديمقراطية يمكن أن تتحقق لمسلمي بريطانيا بغض النظر عن البيئة المعادية للإسلام التي يواجهونها، وذهب البعض من المسلمين إلى أبعد من ذلك حيث وصفوا خان بالقدوة للشباب المسلم في بريطانيا وبأن فوزه في الانتخابات هو إشارة جيدة إلى مستقبل المسلمين في بريطانيا.

 

التعليق:

 

إن الاعتقاد بأن فوز خان في الانتخابات يعتبر نصرًا للمسلمين هو مضلل للغاية. لأن خان قد صوّت لصالح زواج المثليين، ويدعو نفسه “المسلم البريطاني الذي سيحمل سيف محاربة التطرف”، وقد وضح موقفه المعارض لمقاطعة كيان يهود عندما كانت هناك دعوات لفرض عقوبات على الكيان سابقًا. وفي مقابلة مع المجمع اليهودي وعد أن يكون مناصرا لكيان يهود، وخلال الأسابيع الماضية شجب مواقف اثنين من زملائه اللذين فصلا من الحزب بسبب تصريحات ضد الصهيونية وكيان يهود التي وصفت باللاسامية من قبل الإعلام ومسلمين مؤيدين لكيان يهود. وعلى العكس لم تكن عنده مشكلة في صب الزيت على نار الرهاب من الإسلام المستعرة في بريطانيا من خلال اقتراحه في الحملة الانتخابية أنه يجب أن يكون شك تجاه المسلمين الذين ترتدي نساؤهم وبناتهم الحجاب أو النقاب، وأنه يجب على النساء المسلمات أن يعدن النظر إن كن سيبقين مرتديات النقاب عند التعامل مع مقدمي الخدمة الاجتماعية أو العامة. كيف لشخص مثل هذا أن يعتبر قدوة للشباب المسلم الذي يعتمد نجاحه في الدنيا والآخرة على التزامه بالإسلام وطاعته لربه عزّ وجل؟!.

 

من الواضح جدًا أنه في الدول الغربية العلمانية فقط يتبعون الخطوط الليبرالية العلمانية ويرمون قيمهم ومعتقداتهم الإسلامية وراء ظهورهم. هم من ستمهد لهم الأرض ويصعدون على سلم العلمانية السياسي ويحصلون على مواقع سياسية عالية في المجتمع. لذا كيف من الممكن وصف فوز خان وتصويره على أنه نصر للجالية الإسلامية في بريطانيا؟ إن النظام السياسي الديمقراطي يعمل فقط لمصلحة من يكون مستعدًا ومهيئًا لرمي المعتقدات والآراء الإسلامية جانبًا من أجل تحقيق طموحات سياسية شخصية. بالإضافة لهذا فإن الاعتقاد بأن فوز المسلمين ووصولهم إلى مواقع عليا في هذا النظام هو وسيلة لتحسين وضع المسلمين وحقوقهم هو ساذج للغاية وغير سليم عقلاً على الإطلاق. عندما يكون عندك نظام سياسي علماني بامتياز في طبعه يسمح للسياسيين وللإعلام وحتى لرؤساء الوزراء أن يقوموا علنًا وباستمرار باستخدام خطابات مثيرة للرهاب من الإسلام، بالإضافة إلى سنّ قوانين مناهضة للمسلمين واحدا تلو الآخر مثل قانون – امنع، المناهض للتطرف، فهل لك أن تعتبر أن انتخاب مسلم لمركز سلطة سيكون لحماية مصالح الجالية الإسلامية؟ أمثال هؤلاء السياسيين المسلمين سيندمجون في النسيج العلماني للمؤسسات التي يخدمونها من أجل حماية مستقبلهم السياسي – وهذا حال خان.

 

وبوصفنا مسلمين في الغرب، فإن مكافحة الرهاب من الإسلام وبيئته في المجتمعات التي نعيش فيها وتأمين حقوقنا الأساسية في حماية ديننا بسلام، لا يمكن تحقيقه من خلال الاندماج في نظام يبث سمومه المعادية للإسلام ويسعى جاهدًا لحرف المسلمين عن دينهم. إن تبني هذه الاستراتيجية للتغيير تبدد فقط طاقات الجالية وتحرف انتباههم عن الطريق الحقيقي لمحاربة نيران الرهاب من الإسلام. ولمعالجة هذه المشكلة يتطلب منا سحب الهواء الذي نتنفس منه نار معاداة الإسلام والضغط على الجالية الإسلامية – وهي الأكاذيب والافتراءات والقصص الخيالية عن الدين وعن المسلمين، مثل ربط المعتقدات الإسلامية بالإرهاب أو اضطهاد المرأة أو سوء معاملة غير المسلمين أو خطر الشريعة أو الخلافة على العالم.

 

وهذا يوجب علينا توضيح، وبشجاعة، حقيقة الإسلام لمن حولنا بصراحة وبشكل مفتوح من غير مواربة أو مهادنة – إنه دين يختلف بشكل صارخ مع نمط الحياة الليبرالي ولكن هذا هو سبب قوته لأن قيمه وقوانينه ترفع من شأن الأخلاق وسلامة المجتمعات وتقدم حلولاً حقيقية للمشاكل العسيرة التي تسببها القيم الليبرالية وأنظمة البشر في العالم.

 

إن الطريق لتأمين مستقبل أفضل للمسلمين لا يكمن بالتخلي عن قيمنا الإسلامية من أجل الحصول على الرضا من النظام السياسي للدول التي نعيش فيها، ولكن في الالتزام بشدة بمعتقداتنا الإسلامية والسيطرة على النقاشات والمناظرات حول ديننا في مجتمعاتنا بقول الحق.

 

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَـٰمِ دِينً۬ا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِى ٱلۡأَخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]

 

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

د. نسرين نواز

 

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير