مؤسسات سبر الآراء في تونس
تشويه الحقيقة وتزييف الوعي
الخبر:
تونس إذاعة “إكسبرس” أف أم، “موزاييك” أف أم، إذاعة “كلمة”
أعلن في تونس عن نتائج سبر للآراء قامت به مؤسسة “سيغما كونساي” في إطار دراسة استقصائية قامت بها مؤسسة “كونراد أديناور” حول علاقة أهل تونس بالإسلام جاء فيه أن 76% من أهل تونس ضد تدخل الأئمة في الشأن السياسي، وأن 73% منهم مع فصل الدين عن السياسة، وجاء فيه أيضا أن 70% من العينة التي تم استجوابها، يرفضون أن تكون الشريعة المصدر الوحيد لسن القوانين، في حين يعتبر 58% من العينة المستجوبة أن وقع الدين على السياسة سلبي و17% يعتبرونه إيجابياً. وحسب المصدر ذاته، فإنّ 30 بالمائة من المستجوبين في 5 دول إفريقية يعتبرون أنّ الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية والوهابية وراء تفشي آفة الإرهاب.
التعليق:
تواصل النخبة العلمانية الموجهة من دوائر السياسة الغربية حملتها المسعورة ضد عودة الإسلام إلى واقع الحياة في الدولة والمجتمع، متخذة في ذلك كل الوسائل ومنها مؤسسة “سيغما كونساي” المعروفة بماضيها في التضليل السياسي والإعلامي وتزييف الحقيقة خدمة لمن يدفع في المجال الاقتصادي أو السياسي. فهذه المؤسسة التي يديرها رئيس نادي “الروتاري” – تونس المنار – والمستشار لدى صندوق النقد الدولي “حسن الزرقوني”، كان لها دور كبير في تبييض صورة الرئيس الحالي “الباجي قائد السبسي” أيام حملته الانتخابية وذلك بإظهاره على أنه المرشح الأفضل لدى الناس في تونس رغم ماضيه الأسود في وزارة الداخلية زمن “بورقيبة” ودوره في قمع وقتل المعارضة “اليوسفية” ورغم معاداته المعلنة للإسلام وأهله. كما عملت هذه المؤسسة على إرجاع وعودة عناصر النظام السابق المتورطين أمام المحاكم في قضايا فساد وذلك بالترويج لما سمي بمشروع قانون المصالحة – المرفوض شعبيا – بتقديم سبر للآراء يظهر أن 70% من الشعب التونسي مع هذا القانون. والآن وأمام الفشل الذريع للنظام العلماني في تونس بعد الثورة وعجزه التام عن رعاية شؤون الناس، وبعد أن توالت ردّات الفعل الشعبية الغيورة على الإسلام ضد سقطات العلمانيين أمام وسائل الإعلام، وبعد أن أصبح خيار دولة الخلافة هو المنقذ الوحيد للأمة من رجس العلمانية وتبعيتها المقيتة للغرب الكافر، وبعد أن أصبح حزب التحرير، بطرحه القضايا الكبرى مثل عودة الخلافة وموضوع الاستعمار والثروات، يمثل كابوسا مزعجا للنظام يحاول بشتى الطرق محاصرته، يأتي سبر الآراء الأخير في محاولة بائسة لتشويه الحقائق وتزييف الوعي وكأن الشعب في تونس علماني، متناسين أن هذا الشعب هو أول من ثار على أشد الأنظمة العلمانية بأسا مطالبا بإسقاطه، وأن أول القضايا التي طرحت بعد الثورة هي موضوع هوية الدولة والمجتمع في إشارة واضحة إلى خطر العلمانية.
ومهما تآمر المتآمرون وتخاذل المتخاذلون فسيظل أهل تونس أوفياء لدينهم واعين على مكر الغرب الكافر وأدواته المحلية حتى ترجع تونس جزءا من دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ومنطلقا للفاتحين إلى أفريقيا وأوروبا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد مقيديش
عضو المكتب الإعلامي حزب التحرير في ولاية تونس