بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
“باب في كراهية الحلف بالآباء”
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية،
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا بِالْأَنْدَادِ وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ”
تعظيما لله سبحانه وتعالى، وإفرادا له بالعبودية والإجلال لا يجوز الحلف بشيء من مخلوقاته، فهي ضعيفة ومحتاجة، ولا تضر ولا تنفع، فلا يصح الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بالكعبة، ولا بالأمانة، ولا غيره، ووجه ذلك أن الحالف بغير الله قد أتى بنوع من الشرك، فكفارة ذلك أن يأتي بكلمة التوحيد عن صدق وإخلاص ليكفّر بها ما وقع منه من الشرك.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم بنفس المعنى “من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك” وقال “من حلف بالأمانة فليس منا” فالنهي صريح عن الحلف بغير الله وفوق ذلك يجب أن يكون الحالف صادقا.
والأنداد هم كل من جعله الناس ندا لله جل وعلا، سواء أكان وثنا أو إنسانا يقدسه البعض أو شخصا يحبه آخرون كحب الله أو أكثر.
كم نرى اليوم من جهل في هذا السياق عند الناس، أدى ببعضهم إلى طاعة أمرائهم طاعة عمياء، يعينهم في ظلمهم وطغيانهم، حتى صاروا مسلطين ومسيطرين ومتجبرين في الحكم والسلطان، ويكاد يقول أحدهم ما قال فرعون “أنا ربكم الأعلى”، ويرضى آخر أن يسجد له من دون الله.
لقد آن للأمة أن تعي عقيدتها، وأن الشرك بالله ليس في الحلف بغيره، بل بالقبول والرضى بالحكم بغير حكمه، فإن في ذلك عبودية لغير الله سبحانه وتعالى.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.