في مساجد أوزبيكستان فضيحة أخرى
الخبر:
وفقا للخبر الذي نشره موقع “آزادليك” في 2016/05/11 فقد قالت الإدارة الدينية الإسلامية في أوزبيكستان عن الإعلان، الذي تم تعليقه في أحد المساجد في منطقة أنديجان الذي ذُكر فيه تجنيب “الصبيان” أن هذه هي “مبادرة” من الأئمة المحليين. وقال نائب رئيس الإدارة عبد العزيز المنصور أنه على علم بأن الأطفال في البلاد يمنعون من دخول المساجد، مؤكدا أن هذا هو قرار الحكومة التي تفصل الدين عن الدولة.
وقد وصلت إلى “آزادليك” صورة عن إعلان معلق على باب أحد المساجد في أنديجان ومذكور فيه “قال رسول الله e: «جنبوا مساجدكم الصبيان والمجانين»“.
ووفقا للمصدر الذي طلب عدم كشف اسمه، فإن إعلانات مثل هذا في هذه الأيام معلقة على أبواب معظم المساجد، وعلى أساس هذا الحديث، يسحب الموظفون في المساجد، الذين أعمارهم دون 18 سنة إلى الوراء.
إن عددا من الذين يتصلون بـ”آزادليك” يشهدون أن مثل هذه الإعلانات معلقة في معظم المساجد في أنديجان ومنطقة فرغانة.
ومنذ عدة سنوات في أوزبيكستان تلاحظ حالات عدم السماح بدخول المساجد للذين تقل أعمارهم عن 17 عاما. قال الممثلون من الناس العاديين الذين تمت مقابلاتهم مع “آزادليك” إنه لتنفيذ هذه الحملة فقد تم استنفار خادمي المساجد والمؤسسات التعليمية والعاملين في وزارة الداخلية.
وأما العاملون في المؤسسات التعليمية فيقولون إن الذي يطلب منا هو منع الأطفال من الذهاب إلى صلاة الجمعة من أجل دروسهم المدرسية. ومع ذلك، حتى الآن فإن منع الأطفال من الذهاب إلى المساجد لم يستند على أساس ديني.
في الوقت نفسه، أجاب الشيخ عبد العزيز منصور قائلا لا علاقة للإدارة الدينية في منع الأطفال الصغار والمراهقين من المساجد على مر السنين: “نحن نعيش في بلد ديمقراطي يفصل الدين عن الدولة. نحن نريد كإدارة دينية أن يسمح للأطفال أن يذهبوا إلى المساجد، وبطبيعة الحال، نحن نحزن من عدم ذهاب الأطفال إلى المساجد. وأما الحكومة فلها سياسة خاصة، ولا تستشيرنا بشأن قضية المحافظة على الأطفال من خطر مختلف الطوائف والتيارات. للأسف، هناك مخاطر من هذه التدفقات، وشخصيا أنا أشاهد ذلك… وأما عن الإعلانات فلم نسمع عن ذلك. ولو كنا نعلم ذلك لقمنا بالتحقيق فيه”.
التعليق:
في البلدان الرأسمالية الديمقراطية التي بنيت على أساس فصل الدين عن الدولة، لم يحدد فيها عمر معين للذهاب إلى المؤسسات الدينية، بما في ذلك إلى المساجد. وأما نظام أوزبيكستان فلو تشدق ليلا ونهارا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وشعارات كهذه فهو في الواقع لا يلتزم بأي من تلك المبادئ. الدول الغربية لا تزال تصمت عن الانتهاكات والظلم والقمع الذي يحدث في أوزبيكستان. نعم، بالمناسبة، ماذا تتوقع من أمريكا ومن الغرب الذين يدعون أنهم يجلبون لكل بلدان المسلمين الديمقراطية والحرية، والحقيقة أنهم لا يجلبون لها سوى الاضطراب والقلاقل والمجازر؟ وبطبيعة الحال، فإن الحرية التي يدعونها ليست أكثر من تنويم المسلمين.
الطاغية كريموف وعصابته الإجرامية يتخذون كل التدابير لإبعاد المسلمين في أوزبيكستان عن دينهم الإسلامي. في الواقع، لقد نصبت في كل حي تحت اسم النواطير جواسيس يشتغلون ويتجسسون “من يأتي إلى بيت فلان، ومن يذهب إلى المساجد، ومن ذهب إلى الخارج،.. والخ”. تتزايد المراقبة والمخابرات يوما بعد يوم على المساجد التي هي أمكنة للعبادات. قبل أيام قليلة أخبر المصلون في معظم المساجد في وادي فرغانة أن لا يأتوا إلى المساجد مرتدي الألبسة الدينية. وفي الخبر أعلاه تمنع السلطة الأطفال والمراهقين من بيوت الله محتجة بالحديث. ولكن في ذلك الحديث ذكر كلمة “الصبيان”، وليس الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة. قال الله تعالى عنهم في كتابه الكريم: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّـهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَـٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
ولن يحل المشكلة كهذه بوضع القوانين إلا بإقامة الدولة الإسلامية الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كما بشر بها نبينا r: «… ثم تكون خلافة على منهاج النبوة».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مراد (أبو مصعب)