Take a fresh look at your lifestyle.

تأملات في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية” – الحلقة التاسعة والخمسون

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تأملات في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية”

الحلقة التاسعة والخمسون

 

 

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وسيد المرسلين، المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، واجعلنا معهم، واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

أيها المسلمون:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية”. ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية، مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية، نقول وبالله التوفيق: موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو: “الشوق إلى الجنة، واستباق الخيرات”. فإذا أدى العبد ما افترضه الله عليه، وأتبعها بالمندوبات وتقرب إلى الله بالنوافل تقرب الله منه وأحبه. ومن هذه المندوبات والنوافل:

أولا: الوضوء لكل صلاة والسواك عند كل وضوء: لما رواه أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالوضوء عند كل صلاة، ومع كل وضوء سواك، ولأخرت العشاء إلى نصف الليل”. وفي رواية متفق عليها “”لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة”.

ثانيا: صلاة ركعتين بعد الطهور: لحديث أبي هريرة المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال عند صلاة الفجر: “يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة ليل، أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي”.

ثالثا: الأذان والصف الأول والتبكير إلى الصلاة: لحديث أبي هريرة المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما فى التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا”. ولحديث البراء بن عازب عند أحمد والنسائي بإسناد قال عنه المنذري: حسن جيد أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم، والمؤذن يغفر له بمد صوته، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وله مثل أجر من صلى معه”.

رابعا: إجابة المؤذن: لحديث أبي سعيد الخدري المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول”. وفي رواية عند مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة”. وفي حديث جابر بن عبد الله عند البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة”. والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم “حين يسمع النداء” أي عند تمامه.

خامسا: الدعاء بين الأذان والإقامة: لحديث أنس عند أبي داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.

سادسا: بناء المساجد: لحديث عثمان رضي الله عنه المتفق عليه، أنه قال عند قول الناس فيه حين بني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم أكثرتم، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة”.

سابعا: المشي إلى المساجد للصلاة: لحديث أبي هريرة المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخط خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه: اللهم صل عليه اللهم ارحمه، ولا يزال أحدكم في صلاة ما انتظر الصلاة”. وحديث أبي موسى رضي الله عنه المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام، أعظم أجرا من الذي يصلي ثم ينام”.

ثامنا: صلاة النافلة في البيوت: لحديث ابن عمر المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا” ولحديث زيد بن ثابت رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “… فصلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة”.

تاسعا: قيام الليل: لقوله تعالى:{تتجافى جنوبهم عن المضاجع}. (السجدة16) وقوله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}. (الذاريات17) ولحديث أبي هريرة المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان”. وحديث ابن مسعود المتفق عليه قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال: “ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه”. ويسن أن يجعل آخر صلاته بالليل وترا، لحديث ابن عمر المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا”.

أجل أيها المسلمون، هذه هي الجنة أو الجنات التي أعدها الله جل في علاه لعباده المؤمنين، فشمروا عن ساعد الجد، وكونوا من عباد الله الصالحين المخلصين، وجدوا واجتهدوا في طاعة الله ورسوله، وفي الصبر على المكاره، وتنافسوا في طلبها، فهي غالية كما أخبر نبيكم صلى الله عليه وسلم حيث قال: “ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة”. ولله در الشاعر حيث قال:

تهـون علينـا في المعالي نفوسنا          ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر   

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

محمد احمد النادي