الرؤية السعودية 2030 تفتقد إلى الرؤية
(مترجم)
الخبر:
تصدر نائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سليمان الإعلام مؤخرًا عندما قدم رؤية لعام 2030. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في الرياض، أعلن الأمير البالغ من العمر 30 عامًا “رؤية 2030” التي تعتبر خطة تطوير طويلة الأمد تهدف إلى تنمية الاقتصاد من غير الاعتماد على الحج والنفط. وتنص الرؤية “الذهب والفوسفات واليورانيوم وغيرها من المعادن موجودة تحت أراضينا، ولكن الثروة الحقيقية تكمن في طموح شعبنا وقدرات شبابنا. إنهم فخر بلادنا ومهندسو مستقبلنا”.
اعتمدت السعودية طويلاً على عائدات النفط ولكنها على مدى سنوات أضاعت هذه الثروة في أسواق المال الغربية وصفقات الأسلحة عوضًا عن تنمية اقتصادها.
التعليق:
إن المملكة السعودية تعتمد كليًا على النفط، تنتج صناعة النفط 45% من الناتج المحلي و75% من دخل الحكومة. وحتى إن 40% من القطاع الخاص يعتمد على النفط. 65% من النفط في السعودية يأتي من أكبر آبار النفط في العالم غاوار – الذي تم اكتشافه عام 1948. أفضل الإحصائيات تشير إلى أن السعودية سوف تستهلك نفطها خلال 50-80 سنة، وهذا معروف جيدًا منذ سبعينات القرن الماضي، وقد فشلت العديد من الخطط لتنمية الاقتصاد بعيدًا عن النفط من ذلك الحين.
إن اعتماد السعودية على النفط قد أعاق تطوير قطاعات أخرى، وحتى إعادة بناء الاقتصاد الآن، إذا ما نجحت، في أفضل التقديرات، ستكون على مدى عقود قادمة.
أوجدت السعودية ثقافة الاعتماد. إنها تدعم العديد من برامج المساعدة الحكومية الإنسانية لتشتري صمت الشعب. وهذا ما شجع العديد من أهل السعودية على البطالة أكثر من العمل أو وظائف وضيعة. أما الذين يعملون، فإنهم مشهورون عالميًا بأنهم موظفون حكوميون حيث العمل سهل والمال جيد والمسمى الوظيفي مغرٍ.
إن القسم الكبير من الرؤية كان الإعلان عن الإنتاج المحلي لنصف احتياجات السعودية العسكرية. تمتلك السعودية أكبر ميزانية عسكرية بعد الولايات المتحدة والصين (87 مليار دولار) وتقريبًا جميع معداتها العسكرية مستوردة. وقد فشلت على مدى عقود في تطوير قاعدة دفاعية وطنية. لطالما لجأت السعودية إلى شراء المنصات العسكرية من الخارج وهذا خلق مناخاً من علاقة الاعتماد على الولايات المتحدة وبريطانيا. ولكن المحاولات السابقة للإنتاج المحلي قد فشلت، ومرة أخرى تفتقد هذه الرؤية إلى تفصيل كيفية تخطي الاعتماد الحالي على الغرب.
لطالما افتقدت السعودية للمهارات والمعرفة والبحث والقدرة على التطور اللازم لتصبح دولة حديثة. ومعظم هذا هو فقط للنجاح في الامتحانات بدلاً عن بناء التفكير وأفكار التقدم ووضع مناهج للتعلم. ومع سيطرة الوهابيين على الحياة الدينية في البلاد، فإن مدرستهم الفكرية هي التي تدرّس في المعاهد الإسلامية التي تضع دراسة العلوم والهندسة كمواضيع ثانوية مهملة. لذا فقد اعتمدت السعودية باستمرار على المهارات والخبرات والعمال الأجانب لضمان سير الماكنة السعودية، وهذا ما جعل القدرات المحلية في وضع أصعب.
إن الثقب الأبرز في هذه الرؤية هو فقدانها للأهداف السياسية. لم يكن هناك ذكر للدور السعودي الإقليمي ولا حتى العالمي. طبقت السعودية دائمًا الأهداف الأمريكية والبريطانية في المنطقة. وهذا يشمل حل الدولتين بالنسبة لفلسطين، ودعم جماعات معينة في سوريا، وموازنة إيران. وتطوير الاقتصاد بدون أهداف سياسية كان وصفة للكوارث بالنسبة للعديد من الأمم في الماضي. وفي حالة السعودية هذا يثبت أنه لن يكون هناك تغيير للتوجه السياسي للبلاد بالرغم من ثرواتها الهائلة.
ومع أن رؤية 2030 مليئة بالشعارات الرنّانة والخطط المبالغ فيها، إلا أنها تفتقد إلى أي تفصيل حول كم من هذا سيتم تحقيقه وكيف ستتخطى السعودية التحديات الحالية. ومع انخفاض أسعار النفط كثيرًا فإن السعودية تصارع عجزًا في الميزانية، وديوناً وإبقاء برامج الدعم الحكومي الإنساني. وسيكشف الزمان فقط إذا ما أصبحت هذه الرؤية حقيقة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عدنان خان