النظام السعودي يستعد لخلع قناعه الزائف ليكشف عن وجهه القبيح
الخبر:
بدأت المناظرة بين الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، والجنرال في كيان يهود يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي لدولة يهود السابق، بمصافحة بينهما في لحظة نادرة في تاريخ المملكة وكيان يهود رغم عدم وجود أي علاقات رسمية تربط بين البلدين. وقال روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الذي استضاف الحوار عن “الأمن والسلام في الشرق الأوسط”، في بداية اللقاء: “لقد قمنا باللحظة الرمزية المهمة في البداية، وهي المصافحة على المنصة، وشكرا جزيلا لكما على ذلك، واسمحوا لنا أن نبدأ”. وأضاف: “إنه لمن دواعي سرورنا أن نستضيف هذا الحدث وما يحمله من طابع رمزي حيوي ولكن لا أعتقد أن كل الجمهور قد حضر إلى هنا من أجل الرمزية فقط”، وتابع: “بل لأن هذين السيدين قد عملا لعقود في خدمة بلديهما في ظل اضطراب الشرق الأوسط، وأعتقد أنها فرصة للاستفادة من رؤيتهما حول القضايا المهمة التي نواجهها في الشرق الأوسط اليوم”. (CNN بتصرف بسيط)
التعليق:
لو وضعنا هذه المصافحة جنبا إلى جنب مع ذلك الخبر الذي أورده موقع Veterans Today الأمريكيّ البحثيّ الذي كشف النقاب عن معلومات تُفيد بإبرام مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري المشترك بين دولة يهود والسعودية في البحر الأحمر منذ العام 2014، كما ذكر الموقع أن كيان يهود استضاف عددًا من الضباط في السعودية للمشاركة في دورات تدريبية عسكرية في قاعدة البولونيوم من ميناء حيفا في عام 2015. وكشف الموقع عن أسماء المشاركين في الدورات من السعودية، ونشر الأسماء والرُتّب باللغة العربيّة. بجانب ما ورد في رؤية (2030) التي أعلن عنها ولي ولي العهد السعودي والتي ورد فيها الحديث عن علاقات مميزة مع دول الجوار غير الخليجية والتي قد يقصد بها إيران أو كيان يهود أو كليهما، فالتعمية في استعمال الألفاظ مقصودة هنا للتضليل، بجانب تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية التي بملكيتها لهما تنضم لما يسمى بدول الطوق المكلفة بتأمين حدود ذلك الكيان الخبيث، لو وضعنا كل ذلك فإنه يمكننا أن نرى الصورة مكتملة ونضع هذا الحدث في سياقه والذي يمهد لدخول النظام السعودي في علاقات علنية طبيعية مع كيان يهود، ظلت لوقت طويل طي الكتمان والسرية.
لقد دأب النظام السعودي على المتاجرة بقضايا الأمة لوقت طويل، بداية بالتلاعب بمشاعر المسلمين وإثارة الصراع السني الشيعي الذي مثل لفترة طويلة مبررا لبقائه واستمراره باعتباره نظاما سنيا يطبق شرع الله يقف سدا منيعا في وجه المد الشيعي!! وانتهاء بقضية فلسطين باعتباره نظاما عربيا إسلاميا يعادي كيان يهود!! فإذا به يغض الطرف عن المد الشيعي في العراق، بل أكثر من ذلك يدعمه بقوة برغم تهديده لمنطقته الشرقية ذات الغالبية الشيعية؛ ذلك لأن سيدته أمريكا تريد ذلك، وفي الوقت نفسه يخيل للرائي أنه يحارب من أجل السنة في اليمن بينما هو يعمل هناك بأمر سيدته أمريكا لإزاحة النفوذ الإنجليزي ولتحل أمريكا محله، أو على الأقل تقاسم السلطة مع رجال الإنجليز من خلال التمكين للحوثيين (الشيعة).
وها هو اليوم يسير في تنفيذ الخطة الأمريكية التي تريد جعل كيان يهود كيانا طبيعيا في المنطقة. لقد نجحت أمريكا في سحب اعترافات من الأنظمة الواضحة العلمانية كمصر والأردن وغيرهما بكيان يهود ومن المنظمات الواضحة العلمانية أيضا كفتح، ولم يبق إلا الأنظمة التي تلبس لبوس الإسلام كالنظام السعودي والمنظمات التي ترفع شعار الإسلام كحماس لتكتمل مهزلة التطبيع مع كيان يهود.
لقد انكشف النظام السعودي وبانت سوأته، وها هو يستعد لخلع قناعة الزائف ليكشف عن وجهه القبيح، فما كان يجري في السر لسنوات مضت بات يجري في العلن، وواضح جدا للعيان أن النظام يسير في طريق العلمنة كما تكشف ذلك رؤية محمد بن سلمان، وفي طريقه ليس فقط الاعتراف بكيان يهود بل أكثر من ذلك؛ التعاون معه في حرب النظام العالمي المزعومة ضد “الإرهاب”، ولا شك أن مشايخ النظام جاهزون للتبرير وليّ أعناق النصوص – كما فعل أضرابهم في بلدان أخرى من بلاد المسلمين – لإعطاء الشرعية لكل تصرفات النظام التي ربما تصدم الكثير من أبناء الأمة الذين كانوا مخدوعين فيه ويظنون به خيرا.
مما لا شك فيه أننا صرنا في الأيام الفاصلة الكاشفة؛ الفاصلة التي تفصل بين فسطاط الحق وفسطاط الباطل، والكاشفة التي تسقط كل الأقنعة الزائفة التي كان يتخفى وراءها الكثير من المشايخ والعلماء والحركات والأحزاب والأنظمة، ولم يبق سوى وقت قصير حتى تدرك الأمة أن خلاصها في التمكين لشرع ربها في دولة خلافة على منهاج النبوة على أنقاض تلك الأنظمة العفنة الساقطة، دولة الخلافة التي هي وحدها القادرة على القضاء على كيان يهود الخبيث وقطع دابر الكافرين من بلاد المسلمين، وإن غدا لناظره لقريب.
﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله الشريف – بلاد الحرمين الشريفين