بسم الله الرحمن الرحيم
تأملات في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية”
الحلقة الحادية والستون
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على إمام المتقين, وسيد المرسلين, المبعوث رحمة للعالمين, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, واجعلنا معهم, واحشرنا في زمرتهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: في هذه الحلقة نواصل تأملاتنا في كتاب: “من مقومات النفسية الإسلامية”. ومن أجل بناء الشخصية الإسلامية, مع العناية بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية, نقول وبالله التوفيق: موضوع حلقتنا لهذا اليوم هو: “الشوق إلى الجنة، واستباق الخيرات”. فإذا أدى العبد ما افترضه الله عليه، وأتبعها بالمندوبات وتقرب إلى الله بالنوافل تقرب الله منه وأحبه. ومن هذه المندوبات والنوافل:
ثامن عشر: السحور: لحديث أنس المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “تسحروا فإن في السحور بركة”.
تاسع عشر: تعجيل الفطر: لحديث سهل بن سعد المتفق عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر” ويسن له أن يفطر على تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، لحديث سلمان بن عامر الضبي الذي يرويه ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والترمذي، وقال حسن صحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور”.
عشرون: إطعام الصائم على الإفطار: لحديث زيد بن خالد الجهني عند ابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما والترمذي وقال حسن صحيح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء”.
واحد وعشرون: العمرة: لحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة” والعمرة في رمضان تعدل حجة، ففي حديث ابن عباس المتفق عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجة”.
ثاني وعشرون: العمل الصالح في عشر ذي الحجة: لحديث ابن عباس عند البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام، العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل، من هذه الأيام -يعني أيام العشر- قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”.
ثالث وعشرون: سؤال الشهادة: لحديث سهل بن حنيف عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه”.
رابع وعشرون: قراءة سورة الكهف أو عشر من أولها أو من آخرها: لحديث أبي الدرداء عند مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال”. وفي رواية عنده “من آخر سورة الكهف” ولكي يضمن المسلم العصمة من الدجال في أيامنا هذه فليقرأ سورة الكهف كاملة ليلة الجمعة، ويقرأها كاملة نهار الجمعة. وقد أحب الشافعي ذلك في الأم وقال: “لما ورد فيها”.
خامس وعشرون: السماحة في البيع والشراء والقضاء والاقتضاء: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عند البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رحم الله رجلا سمحا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى”.
وعن أبي هريرة t في المتفق عليه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه فأغلظ فهم به أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوه فإن لصاحب الحق مقالا”. ثم قال: “أعطوه سنا مثل سنه”. قالوا: يا رسول الله, لا نجد إلا أمثل من سنه فقال: “أعطوه فإن من خيركم أحسنكم قضاء”. وعن جابر في حديث متفق عليه “أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى منه بعيرا فوزن لي فأرجح”.
سادس وعشرون: الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}. (الأحزاب56) وفي حديث عبد الله بن عمرو عند مسلم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا”.
أجل أيها المؤمنون, هذه هي الجنة أو الجنات التي أعدها الله جل في علاه لعباده المؤمنين, وهذه هي السبل الموصلة إليها, سقناها إليكم بشيء من التفصيل, فشمروا عن ساعد الجد, وكونوا من عباد الله الصالحين المخلصين, وجدوا واجتهدوا في طاعة الله ورسوله, وفي الصبر على المكاره, وتنافسوا في طلبها, فهي غالية وتستحق أن يضحى من أجلها بالغالي والنفيس. ولله در الشاعر حيث قال:
تهـون علينـا في المعالي نفوسنا ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محمد احمد النادي