بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف – التسعير
احبتنا الكرام نكون وإياكم وحديث جديد في حلقة جديدة من برنامج مع الحديث الشريف، وإن خير ما نبدأ به هو تحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
عن أنس رضي الله عنه قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الناس يا رسول الله غلا السعر فسعر لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم يطلبني في دم ولا مال”.
التسعير هو أن يأمر مَن وَلِي أمر المسلمين أهل السوق أن لا يبيعوا السلع إلا بالسعر الذي حدده هو، فيُمنَعوا من الزيادة أو النقصان حتى لا يغلوا أو يضاربوا غيرهم، ويكون قد راعى الحاكم في ذلك أن لا يتأذى الناس، وأن في ذلك مصلحة المجموع.
لكن الإسلام قد حرم التسعير مطلقا لما ورد في الحديث، وإن قام أحدهم بالتسعير تعتبر مظلمة من المظالم التي ترفع الشكوى على الحاكم لإزالتها، وأيضا فإن الله سلط كل واحد على ماله، لأن معنى ملكيتهم لها أن يكون لهم سلطان عليها، والتسعير يعتبر حجر عليهم ومنعهم من التصرف فيما يملكون.
إن واقع التسعير أنه ضرر من أشد الأضرار على الأمة، لأنه يفتح سوقا خفية، يبيع الناس فيها بيعا مستورا عن الدولة بعيدا عن مراقبتها وهي ما تسمى بالسوق السوداء، فترتفع السلعة ويحوزها الأغنياء دون الفقراء، ولأن تحديد الثمن يؤثر في الاستهلاك فيؤثر بشكل طبيعي في الإنتاج وربما سبب أزمة اقتصادية .
وصلنا وإياكم لنهاية حلقتنا لهذا اليوم. نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته