نظام رحيل/ نواز يضغط بشكل وقح على طالبان
للجلوس على طاولة المفاوضات
الخبر:
في 12 من أيار/ مايو 2016م، نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في افتتاحيتها مقالًا يضع اللوم على باكستان فيما يحصل من فوضى في أفغانستان، حيث ورد في المقال: “بعد ما يقرب من 15 عاما على أحداث 11/ 9، فإن الذي يُلام على استمرار الحرب في أفغانستان هو باكستان، فقد ظلت باكستان شريكًا مزدوجًا وخطرًا على الولايات المتحدة وأفغانستان على الرغم من إنفاق 33 مليار دولار من المساعدات الأمريكية، والمحاولات المتكررة لإعادة العلاقات إلى مسار أكثر إيجابية”.
التعليق:
منذ بداية الغزو الأمريكي لأفغانستان بعد 11/ 9، سعى الخونة في القيادة السياسية والعسكرية لباكستان لخدمة المصالح الأمريكية في أفغانستان، وعلى الرغم من الدعم الكامل من قبل الحكومات الباكستانية المتعاقبة، فإن أمريكا قد خسرت الحرب الأفغانية على أرض المعركة لأنها لم تكن قادرة على سحق المقاومة الأفغانية.
في منتصف عام 2014م، شنّ نظام رحيل/ نواز عملية شرسة بعنوان (ضرب الغضب) ضد المقاومة الأفغانية وشبكة حقاني في شمال وزيرستان؛ من أجل إجبار المقاومة الأفغانية على الرضوخ لنظام الدمية في كابول، وقبول الحل السياسي الذي فرضته الولايات المتحدة في أفغانستان. في البداية، حقق النظام الباكستاني نجاحًا كبيرًا في جلب طلبان إلى طاولة المفاوضات، ولكن بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر في عام 2015م، خرجت ما تُسمى بعملية “السلام” في أفغانستان عن مسارها، وهي في الواقع عملية استسلام للقوات الصليبية، تسمح للاحتلال من خلال توقيع الاتفاقيات بتحقيق ما عجز عن تحقيقه على أرض المعركة. مع ذلك، فقد واصل نظام رحيل/ نواز وفريق التنسيق الرباعي (أفغانستان، وباكستان، والولايات المتحدة، والصين (QCG)) جهودهم لفرض عملية “السلام” الأفغانية وعملية المصالحة، وقد بدأت هذه المجموعة اجتماعاتها لإحياء عملية “السلام” الأفغانية التي تفرضها أمريكا، وكان اجتماعها الأخير في كابول، في 23 من شباط/ فبراير 2016م.
كان من المقرر أن يعقد فريق التنسيق الرباعي اجتماعًا في الأسبوع الأخير من شهر نيسان/ إبريل 2016م، ولكن قبل ذلك، وفي 12 من نيسان/ أبريل 2016م، أعلنت حركة طالبان الأفغانية عن تنظيم هجوم الربيع، فيما أطلقت عليه اسم (عملية العمري)، وبعد فترة وجيزة من هذا الإعلان، قامت حركة طالبان الأفغانية بهجوم على مقر وحدة النخبة العسكرية في وسط كابول، في 19 من نيسان/ أبريل 2016، قتل فيه العشرات، وجُرح أكثر من 300 شخص، وقد كانت هذه العملية من أكثر الهجمات دموية على العاصمة الأفغانية. بعد هذا الهجوم تم تأجيل اجتماع (QCG) المقرر عقده في عطلة نهاية الأسبوع الأخير في نيسان/ أبريل 2016م في إسلام أباد.
بعد وقت قصير من ذلك، أبلغت الإدارة الأمريكية باكستان أن عليها تمويل شراء المقاتلات الثماني من طراز (F-16)، والتي كان من المفترض أن يتم تمويلها من قبل أمريكا. وقالت مسئولة في وزارة الخارجية الأمريكية (إليزابيث ترودو): “إن أعضاء رئيسيين في الكونغرس أكدوا أنهم ليسوا على استعداد لدعم باكستان بالمساعدات العسكرية الأمريكية في ظل غياب بعض الجهود التي يتوجب على باكستان تقديمها”، وأشارت إلى أن إدارة أوباما أرادت أيضا من باكستان التحرك ضد شبكة حقاني.
بالرغم من هذه الصفعة على وجهه، وبالرغم من استغلال الدم المعصوم للقوات المسلحة الباكستانية، وتحمل خسائر بمليارات الدولارات لتأمين مصالح الولايات المتحدة في أفغانستان، بالرغم من ذلك، فإن نظام رحيل/ نواز لم يغير مساره. وعندما واجهت الولايات المتحدة ذل الهزيمة على أيدي المقاومة الأفغانية وأصبح فشلها في أفغانستان واضحًا، جعلت من باكستان كبش فداء ببساطة. وحتى الآن يقوم رحيل بزيارة للصين من أجل إعادة عملية “السلام” المتعثرة والمدعومة من الولايات المتحدة! لو كان نظام رحيل/ نواز مواليًا لديننا الحنيف، لأخذ عبرة من قول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان