مشاورات السلام اليمنية في الكويت…
خطوة للأمام وخطوتان إلى الخلف انتظاراً للحلول الغربية!!
الخبر:
أعلن وفد الحكومة اليمنية اليوم الثلاثاء 05/17 تعليق مشاركته في مشاورات السلام اليمنية بالكويت بسبب ما اعتبره رفض وفدي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام الالتزام بالمرجعيات والشرعية والانسحاب وتسليم السلاح والتدابير الأمنية المتعلقة بها خلافاً للالتزامات والمطالب التي فرضها عليهم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وقال وفد الحكومة في بيان صحفي إنه مع دخول مشاورات السلام أسبوعها الخامس بإشراف الأمم المتحدة واستضافة كريمة من دولة الكويت وفي ضوء الجهود التي بذلها مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد للتحضير لهذه المشاورات وفق المرجعيات المعلنة إلا أنها ظلت تراوح مكانها بسبب “ما يبدو إصراراً من الطرف الآخر على عرقلة كل الجهود الرامية لإحلال السلام” حسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا).
التعليق:
لقد بدأت مشاورات الكويت بين الأدوات المحلية لأطراف الصراع الدولي على اليمن في شهر نيسان/أبريل 2016م برعاية الأمم المتحدة، ومنذ ذلك الوقت والمشاورات تراوح مكانها، بل علاوةً على ذلك فإنه كلما اتفق على بند من بنود المحادثات ضمن جدول الأعمال يتم التراجع عنه من قبل أحد الأطراف بسببٍ أو بدون سبب.
إن ما تقوم به هذه الأطراف من تعنت في مواقفها سواء تعليق المشاركة في المشاورات أو التهديد بالانسحاب النهائي من المشاورات أو تقديم شروطٍ جديدة، ليست إلا أعمالا سياسية تهدف من وراء القيام بها تحقيق أهدافٍ عدة منها:
1) كسب المزيد من الوقت وذلك لإعطاء قوات كل طرف الفرصة للاستيلاء على المزيد من المناطق للمساومة عليها حين تقاسم حصص الحكومة القادمة.
2) استخدام هذه الأعمال كضغوطات لإجبار الطرف الآخر على تقديم التنازلات.
3) والأهم من كل ما سبق هو المراوغة من الطرفين انتظاراً لما سيأتي من طرفي الصراع الدولي الإنجلو أمريكي على اليمن من اتفاق.
مع ما يحدث في الكويت من مشاورات برعاية الأمم المتحدة فهي ليست إلا شكلية ومنفصلة تماماً عما يحدث في واقع الأعمال السياسية والعسكرية التي تشرف عليها وترعاها القوى الدولية، منها وصول قوات أمريكية إلى قاعدة العند الجوية وحضرموت، وكذلك ما كشف عنه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن مساعدة القوات البريطانية للسعودية، في تحديد أهداف العملية العسكرية في اليمن.
إن النظرة السياسية الواعية على ما يدور في اليمن سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو الاقتصادي لتُظهِر جلياً لأهل اليمن الصراع الدولي المحموم الذي لا يألوا فيهم إلا ولا ذمة سِوى تحقيق مصالحه بدءاً بأفكاره وأنظمته وانتهاءً بحلوله ومعالجاته.
أليس حرياً بأهل الإيمان والحكمة أن تكون لهم الكلمة الفصل في حل مشاكلهم على أساس عقيدتهم الإسلامية بدلا من الركون إلى أدوات أطراف الصراع الذين لا يهمهم إلا تقاسم السلطة والمال وخدمة أسيادهم من الإنجليز والأمريكان.
أخيراً ستبقى ما تسمى مشاورات الكويت بين دُمى الأطراف المتصارعة تراوح مكانها حتى تأتي الحلول جاهزةً ملزمةً لهم وما عليهم سوى التوقيع عليها. إلى متى سيبقى أهل الإيمان والحكمة في ذل وخنوع يعصون الله جهاراً نهاراً لعدم عملهم على تحكيم شرع الله على أرضه وبين عباده، متخذين الحلول من الأمم المتحدة ومن تمثلهم؟ ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي
عضو المكتب الاعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن