100 عام على اتفاقية سايكس بيكو
و95 عاماً من التشرد والضياع بسقوط دولة الخلافة
الخبر:
تعد اتفاقية سايكس بيكو تفاهما سريا أبرم في عام 1916م، أثناء الحرب العالمية الأولى بين بريطانيا العظمى وفرنسا، بموافقة روسيا على تفكيك الإمبراطورية العثمانية. وقد أدى الاتفاق إلى تقسيم المناطق التي كانت خاضعة للسيطرة العثمانية وهي سوريا والعراق ولبنان وفلسطين إلى مناطق تخضع للسيطرة الفرنسية وأخرى تخضع للسيطرة البريطانية. وسميت الاتفاقية باسمي المفاوضين اللذين أبرماها، وهما سير مارك سايكس البريطاني وجورج بيكو الفرنسي. (بي بي سي العربية، 16 أيار 2016م)
التعليق:
من عادة الغرب أن يحتفل في كل سنة بهذه الذكرى لينتشي بفرحة الانتصار، انتصاره على العدو الذي أنهكه طوال ستة قرون، بل طوال 14 قرناً كاملة، هي عمر الدولة الإسلامية التي أسسها رسول الله e في المدينة المنورة عام 622م وأسقطها التحالف الغربي والشرقي الكافر بقيادة بريطانيا في إستانبول عام 1924م نهائياً. نعم من عادته أن يحتفل ويعربد على جثث مئات الآلاف من المسلمين الذي جاهدوا دفاعاً عن أمهم، عن عرضهم، عن شرفهم، الذي انتهكه قراصنة السكسون والفايكينغ والبروليتاريا وقتلة الهنود الحمر وعبدة النار وشاربو دماء الخنزير!
لكنه استفاق هذا العام على وقع أقدام الفرسان الذين ظن أنه دفنهم إلى الأبد وأنه تخلص من آثار جريمته بأكاذيبه ونفاقه، فبعد أن اطمئن لخونةٍ من العرب والترك اشتراهم بثمن بخس هي كراسي حكمهم على بقايا دولة المسلمين، وبعد أن أوعز لصنيعته مصطفى كمال بإعلان الجمهورية العلمانية التركية، وبعد أن أطلق كلابه تنهش البلاد الإسلامية وتبتلعها واحدة تلو الأخرى فتغتصب أمهات وشقيقات وبنات المسلمين وتسرق وتنهب وتحرق، زرع نبتة خبيثة ظن أنها حامية نفوذه إلى الأبد، فكانت ربيبته دولة يهود صنيعته بالتآمر مع روسيا وإيران اللتين أجهزتا تماماً على الرجل المريض.
نعم استفاق الغرب الحاقد على أصوات المآذن تصدح بتكبيرات الأبطال في شام الرسول e، أبناء أولئك الذين تآمر عليهم الغرب وقتلهم شر قتلة واستولى على البلاد وخيراتها، وظن أنها مانعته منهم حصونهم الفكرية والإعلامية التي بناها على وهم وخداع وأباطيل. فصدعته تلك الأصوات بل أرعبته وهدت كيانه فعمد لتنفيذ وعد الله تعالى فيه من حيث لا يدري، حيث يقول جل وعلا: ﴿وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ﴾. ففجروا بلادهم وقتلوا أنفسهم ليلصقوا التهم بالمسلمين ويتهمونهم بأنهم إرهابيون قتلة، فلم تفِدهم أعمالهم هذه إلا ذراً للرماد في عيون الجهلة، فجيشوا آلات الإعلام لنشر أكاذيبهم كعادتهم فجعل تعالى الدائرة عليهم وأيد الأبطال في ثورة الأمة بجنود لم يروها ليجعل كلمة الذين كفروا السفلى رغم أنوف أوباما وكيري وبوتين ولافروف وخامئني وروحاني ورغم أنوف المتآمرين من خونة ثورة الشام في الرياض وجنيف ودمشق، ليرينا سبحانه وتعالى من آياته ما لم نر وما لم نعلم بعد، وليحقق وعده تعالى وبشرى رسوله الكريم e، فتكون الشام بحق عقر دار المسلمين ويعود الأقصى إلى أحضان الشام ترفرف فيهما راية العقاب التي تقلق الكافر المستعمر وأذنابه.
لم تنته مآسي المسلمين بعد، ولن تنتهي إلا بزوال هذه الاتفاقية المجرمة بإزالة الحدود التي رسمتها بين أبناء الأمة وخلع حراس هذه الحدود، وبعدها تعود أمة واحدة في دولة واحدة تعيد الخير والعدل إلى العالم أجمع وتعيد إنسانية الإنسان إلى الحياة وترفع الظلم عن المسلمين وباقي البشر ويتحولوا من عبادة المال إلى عبادة الله الواحد القهار. ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام