بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
باب إذا أنزل الله بقوم عذابا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في “باب إذا أنزل الله بقوم عذابا”.
حدثنا عبد الله بن عثمان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري، أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أنزل الله بقوم عذابا أصاب العذاب من كان فيهم ثم بعثوا على أعمالهم”.
إن لله سننًا في هذا الكون، ومن هذه السنن أن الله لا ينصر هذا الدين إلا إذا قام أهله بنصرته، ولعل ما في هذا الحديث ما يشير إلى ذلك، فوجود أناس صالحين في الأمة لا يمنع من وقوع العذاب على الجميع في حالة التقصير، فهؤلاء الصالحون يصيبهم العذاب لأنهم لم يأخذوا على يد الظالم، ولم يغيّروا عليه، فأصابهم ما أصاب غيرهم من العذاب في الدنيا، ولهم أجرهم يوم القيامة.
أيها المسلمون:
إن ما تعيشه الأمة في هذا الزمان من ظلم وقتل وتعذيب وقهر على أيدي حكامها لحري بالأمة وبعلمائها ومفكريها ومن هم في دائرة الوعي أن يقفوا وقفة رجل واحد ليرفعوا أصواتهم عاليا أمام عامة الناس، ويعلنوها بكل قوة، أن لا شرعية بعد اليوم لأي حاكم من حكام الضرار الذين باعوا الأمة في سوق النخاسة بثمن بخس، وإلا فلا تلومُنَّ إلا أنفسكم، فأنتم من الأمة ويصيبكم ما أصابها، فالنجاة موقوفة على أيديكم وعلى وعيكم وعلمكم، فأنتم من تعول عليكم الأمة في إعادة مجدها وعزها، دولتها وخليفتها.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم