بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب ما قيل في ذي الوجهين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف “باب ما قيل في ذي الوجهين”
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبو صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه”.
ذو الوجهين هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها، للأسف يظن البعض أن هذا من الذكاء واتساع الأفق، وأنه إن فعل ذلك فإنه سينجو من مواقف محرجة في حياته، وأن هذا يدخل في باب المصلحة، وغير ذلك من التبريرات التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأخلاق الدين، وما درى هذا المسكين أنه اتخذ النفاق منهجا وطريقا له في حياته، وما درى أنه أصابه حديث رسولنا الكريم: “تجد من شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين”، فهذا الذكي خسر نفسه في الآخرة، فقد قال عنه رسولنا الكريم: “من كان ذا الوجهين في الدنيا جعل له لسانين من نار يوم القيامة”.
أيها المسلمون:
إن صورة ذي الوجهين تجلت أيما تجلي في حكامكم، حكام الخسة والنذالة والنفاق، فكم من مرة قال الحاكم شيئا أمامكم، وعندما انقلب إلى أسياده في البيت الأبيض بدّل وغيّر وصرح خلاف ما قال؟ كم من مرة كذّب الحكام أنفسهم أمامكم وفي نفس الساعة؟ إنهم بالفعل شر الناس، إنهم شر مستطير، خدعوا العباد بنفاقهم وكذبهم هذا، فمن الناس من صدقهم بكذبهم، ومن الناس من أدرك واقعهم منذ فجر وجودهم وكشفهم للأمة، والآن وبعد هذه الثورات التي خلعت بعضهم زاد نفاقهم وزاد كشفهم أمام الأمة، وهم بكل تأكيد يعلمون ذلك، ويعلمون أنهم يعدّون أيامهم المتبقية، وما هي إلا أن يأذن الله بعودة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة من جديد، فتنهي وجودهم وأنظمتهم قريبا بإذنه سبحانه، وما ذلك على الله بعزيز.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم