بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
من أحاط حائطا على أرض فهي له
احبتنا الكرام نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونكون معكم وحديث جديد في حلقة جديدة من برنامجكم (مع الحديث الشريف).
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ أَحَاطَ حَائِطًا عَلَى أَرْضٍ فَهِيَ لَهُ”.
* إن الله مَلك الناس الأرض وأروثهم إياها ليعمروها ويستخرجوا ما فيها من خيرات وما تنبت لهم، فإن تملك أحد أرضا ولم يعمرها وتركها لأكثر من ثلاث سنوات تغير حكمها بالنسبة له وأصبحت ملكا لمن يعمرها ويعمل على تحجيرها، كأن يحرثها ويزرعها، أو يحيط حولها أحجارا أو يخضد الحشيش أو الشوك، أو كأن ينقي الأرض، كل ذلك يسمى تحجيرا للأرض يستحق بذلك فاعله أن يتملك الأرض بدلا ممن كانت له في السابق.
ولأن إحاطة الحائط أو التحجير مثل الإحياء، والإحياء تملك الفرد ما أحيا بنص الحديث فللمحجر أن يمنع من يروم إحياء ما حجر، وإن نازعه أحد عليها وحجرها قبل أن يتعدى ثلاثة أعوام تُرد إلى المحجر الأول.
وللمحجر أن يبيع الأرض التي حجرها ويقبض ثمنها هو، وإن مات فإن ملكها ينتقل لورثته كباقي أملاكه، يتصرفون بها وتقسم على الورثة حسب الشرع.
والتحجير لا يكون إلا في الأرض الميتة، ولا يجوز لأي فرد أن يضع يده على أرض لم يمر عليها ثلاث سنوات دون إحياء، ومن هنا نستخلص أن الأرض الميتة تملك بالتحجير وأيضا بالإحياء وتصبح تحت تصرف من حجرها، وأما غير الميتة فلا تملك لا بالتحجير ولا بالإحياء.
احبتنا الكرام كنا وإياكم في برنامجكم مع الحديث الشريف وإلى أن نلقاكم في حديث آخر في حلقة جديدة نستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .