Take a fresh look at your lifestyle.

ثقافة حزب التحرير هي وحي من الله، وليست من بنات أفكاره

 

ثقافة حزب التحرير هي وحي من الله،

 

وليست من بنات أفكاره

 

 

 

الخبر:

 

نشرت “جريدة المغرب” على موقعها الإلكتروني مقالة للصحفي “زياد كريشان” بعنوان “هل ينبغي تحجير حزب التحرير”، حول قرار وزارة الداخلية في تونس منع انعقاد مؤتمر حزب التحرير، ومما لفت انتباهي فقرة يقول فيها الكاتب: ويعتبر حزب التحرير أن الدستور بمجمله دستور كفري وأن الترشح للبرلمان وفق هذا الدستور هو عمل شركي لأنه يقرّ بحق الناس في التشريع، بينما التشريع هو لله وحده حسب العقيدة الأساسية لهذا الحزب..

 

التعليق:

 

بداية لا أريد أن أخوض في الحديث عن الكاتب، لكن للأمانة فإن من يقرأ قوله “حسب العقيدة الأساسية لهذا الحزب” وهو يتكلم عن العقيدة الإسلامية بهذا التنكير، أو قل بهذه الإشارة من بعيد، يشعر وكأن الكاتب لا ينتمي إلى هذه العقيدة العظيمة، المنزلة من رب السماوات والأرض سبحانه وتعالى.

 

الأمر الآخر الذي يجب أن يعلمه الكاتب، والمستمع الكريم، أن حزب التحرير لا يعتبر، وليس له أن يعتبر، بمعنى أن الحزب لا يأتي بشيء من بنات أفكاره، وإنما كل فكرة يقدمها حزب التحرير هي من كتاب الله وسنة رسوله r، فالحزب في كل جزئية من ثقافته إنما يتعبد بها الله عز وجل.

 

فالله سبحانه وتعالى هو الذي قرر أن التحاكم يجب أن يكون له وحده دون سواه، والآيات الدالة على ذلك كثيرة جدا منها، قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ﴾، وقوله: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾، وقوله: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾، وقوله: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ، وقوله: ﴿فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ﴾.

 

والله تبارك وتعالى هو الذي قرر أن التحاكم لغيره هو شرك بالله، ومن ذلك قوله عز وجل: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾، وقوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾، وقوله: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾.

 

هذا هو أمر الله سبحانه وتعالى، وهذا ما يجب أن يؤمن به ويلتزم به كل مسلم، وهذا ما يؤمن به حزب التحرير، ويدعو المسلمين للإيمان به، والعمل معه من أجله؛ كي يكون مطبقا في واقع الحياة والدولة والمجتمع، في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

محمد عبد الملك

2016_06_08_TLK_2_OK.pdf