Take a fresh look at your lifestyle.

وزارة الأوقاف الأردنية تغتال العقول

 

 

 

وزارة الأوقاف الأردنية تغتال العقول

 

 

الخبر:

 

طالب عدد من خطباء المساجد في لواء القصر في الكرك بضرورة المحافظة على نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي أنعم الله بها على الأردن وتفويت الفرص على أعداء الوطن والدين.

 

وأضافوا خلال خطبة الجمعة أن الله ميز الأردن بقيادة حكيمة وشعب متعلم منتمٍ لوطنه ودينه فعلى الجميع التكاتف والتعاضد لحماية منجزات الوطن من خوارج العصر وقوى الظلام والشر التي لا تميز بين الحق والباطل.

 

لافتين إلى أن نعمة الأمن والأمان وتحقيق الاستقرار مسؤولية أبناء المجتمع جميعا بالتوعية والتثقيف بمخاطر الفوضى والإرهاب والقوى الظلامية الهدامة التي أصبحت تعيث بعدد من الدول المجاورة نهبا وفسادا.

 

ودعا الخطباء إلى اليقظة والانتباه إلى الإشاعات والفتن ومروجيها الذين يسعون إلى خلق حالة الفوضى بين أبناء الأسرة الواحدة وضرورة التصدي لهم بكافة الوسائل والسبل. (وكالة بترا الأردنية)

 

التعليق:

 

دأب النظام في الأردن منذ أن أعلن الحرب على الإسلام تنفيذا للمطالب الأمريكية، باغتيال عقول المسلمين في الأردن في أمور كثيرة أذكر منها ثلاثة أمور:

 

1-  تفسير الآيات والأحاديث تفسيرا يتفق مع مصالحه ويضفي الشرعية عليه باعتباره نظاما إسلاميا وملكه حاكما شرعيا وولي أمر للمسلمين تجب طاعته، وأنه من آل البيت الواجب محبتهم.

 

2-  التركيز على تهمة خوارج العصر لكل من يدعو للخروج على النظام ويسعى لتغييره.

 

3-  إضفاء الشرعية على الثورة العربية الكبرى واعتبارها منقذة العرب من ظلم الخلافة العثمانية.

 

وقد وكل ذلك إلى وزارة الأوقاف خاصة وإلى وزارتي التربية والإعلام عامة.

 

أما الأمر الأول فيجب أن يكون معلوما أن الحاكم الشرعي هو من جاء باختيار الأمة له ومبايعتها إياه على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، وما عدا ذلك لا يعتبر حاكما شرعيا، وليس ولي أمر تجب طاعته؛

 

فحاكم الأردن جاء بقرار بريطاني، وحكم بالدستور العلماني الذي وضعه كلوب باشا البريطاني، فلا الأمة اختارته ولا حكم بالكتاب والسنة، فمن أين جاءت شرعيته؟!

 

أما انتسابه لآل البيت إن صح فهو ليس مزية، فأبو لهب هو عم الرسول ﷺ ومصيره جهنم، وأبو طالب عم الرسول ﷺ ومصيره جهنم.

وإذا كان من آل البيت حقا فقد انطبق عليه قول رسولنا الكريم ﷺ «هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء من قريش» وقد كانت مصيبة الأمة بالثورة العربية التي أطلقها الحسين بن علي، وضياع فلسطين على يد حسين بن طلال.

والشعب السوري يقتل ويذبح من الوريد إلى الوريد وللنظام الأردني دور كبير في ذلك.. وما زال سلاح الجو الذي يأتمر بأمر “الهاشميين” يقتل المسلمين في سوريا واليمن.

 

أما الأمر الثاني المتعلق بخوارج العصر، هذه التهمة التي بدأت الأنظمة العربية تطلقها على المقاتلين خاصة النظامين الأردني والسعودي فهي تهمة باطلة لا أساس شرعياً لها.

 

ذلك أن الخوارج هم من خرجوا على علي كرم الله وجهه الحاكم الشرعي الذي اختارته الأمة بإرادتها وحكمها بالكتاب والسنة، وهذان الشرطان لا يتوفران في أي حاكم على وجه الأرض اليوم، دلوني على حاكم اختارته الأمة، فكل حكامنا قد نصبوا من قبل الكافر المستعمر، فكلمة الخوارج لا تنطبق على أحد اليوم.

 

أما الأمر الثالث وهو محاولة إضفاء الشرعية على الثورة العربية، وأنها ثورة خرجت ضد الظلم الذي حرمه الله وأنها خرجت ضد مصطفى كمال وجمال باشا السفاح، والحقيقة أن تلك الثورة كانت طبخة إنجليزية، خرجت ضد الخلافة العثمانية، بقيادة الحسين بن علي من الجنوب، ومصطفى كمال من الشمال، فكلاهما أدى الدور المطلوب منه، وكان حسين بن علي يدرك عظم الذنب الذي وقع فيه فقد كتب لبريطانيا: لقد وضعت نفسي وأولادي في نار جهنم من أجل بريطانيا العظمى.

 

فلا يتشدقن أحد بأنه خرج ضد الظلم والطغيان، وإنما خرج تنفيذا لمطالب بريطانيا التي دعمته بالسلاح والمال، ولو كان حقا يريد رفع الظلم عن المسلمين لما مد يده لعدوها، ولكنها الخيانة والتآمر على الإسلام وأهله.

 

ولنفرض أنه خرج ضد الظلم، ألا يعتبر من الخوارج هو وأبناؤه، فإذا كان مؤسس الأردن خارجياً، فلماذا هذه الحرب الشعواء على الخوارج… أليس حكام الأردن قدوة لهم؟!

 

وأخيرا نعمة الأمان التي طالب خطباء الجمعة بالمحافظة عليها، فهل كلف خطباء الجمعة أنفسهم بالبحث عن أسباب بقاء الأمن وأسباب انعدامه فيدلوا الأمة على أسباب بقائه، وأسباب انعدامه.

 

قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112].

 

إن النظام في الأردن قد كفر بنعم الله، فانتشر الفساد في بره وبحره، وارتفع صوت العهر والفجور والدفاع عن المثليين والدعوة إلى إعطائهم الحق في ممارسة شذوذهم، والصد عن سبيل الله، واعتقال الدعاة إلى الله، والحيلولة دون عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بإفساد الثورة الشامية… فهل سيبقى الأمن والأمان… وهل يظن من قتل الناس ظلما في سوريا سينجو من دعاء المظلومين عليه، ألا يخاف الله؟!، ألا يخشى أن يفعل به وبأهله كما فعل بالشام وأهله…

 

على خطباء المساجد قبل أن يكونوا أبواقاً للنظام في إضفاء الشرعية عليه وتجريم العنف الصادر من البعض أن يحاسبوه على ظلمه الذي أنتج هذه الظواهر، ويوقفوه عند حده.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أميمة حمدان

2016_06_13_TLK_3_OK.pdf