Take a fresh look at your lifestyle.

شيخ الأزهر يقول إن مفهوم الدولة الإسلامية سقط بسقوط الخلافة الإسلامية وحلت محله “المواطنة”

 

شيخ الأزهر يقول إن مفهوم الدولة الإسلامية سقط بسقوط الخلافة الإسلامية

 

وحلت محله “المواطنة”

 

 

 

الخبر:

 

نشر موقع بوابة الفجر بعض تصريحات لشيخ الأزهر وذلك خلال لقائه ببرنامج “الإمام الطيب” على فضائية “سي بي سي إكسترا”، حيث قال شيخ الأزهر أحمد الطيب: إن المواطنة تلزم بالدفاع عن دولة الإسلام، لافتا إلى أنه من الظلم إجبار غير المسلمين على الدفاع عن دولة الإسلام، وأضاف إن الجزية نظام لإدخال غير مسلمين في الإسلام حيث يتم دمجهم في المجتمع الإسلامي، مشيرا إلى أن الغرض من فرض الجزية هو بديل الدفاع عن أرض المسلمين، وأما المواطنة فأمر مختلف، وأشار إلى أنه بسقوط الخلافة الإسلامية لم يعد هناك دولة إسلامية وحلت محلها المواطنة، لافتا إلى أن عقد الذمة “الجزية” هو عقد بين طرفين وهما الدولة الإسلامية وغير المسلمين، وإذا سقطت الدولة الإسلامية فإن العقد يكون قد انتهى، وتابع أنه حينما طبق مبدأ المواطنة لم يكن هناك جزية، ووجه الشيخ رسالة إلى الشباب قائلا: “الدفاع عن الوطن والعرض هي مفاهيم تبلغ درجة التقديس في الإسلام ويجب حب الوطن، والانتماء لأرض أخرى غير الوطن خيانة للدين والوطن”.

 

التعليق:

 

إن الأصل في كل عالم من علماء الأمة أن يقف موقفا يرضي الله ورسوله، وأن لا يكون إلا حيث يريد الله منه أن يكون، فلا يقول إلا ما يرضي الله، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، والأصل في العلماء أن يبينوا الحق للمسلمين، وأن يكونوا ورثة الأنبياء بحق، وأن يقولوا الحق دون أن يخشوا في الله لومة لائم، كسعيد بن جبير والعز بن عبد السلام وغيرهما من العلماء الربانيين الذين سطر التاريخ مواقفهم العظيمة بمداد من ذهب.

 

ولذلك كان الأصل في شيخ الأزهر عندما ذكر أن الدولة الإسلامية قد سقطت بسقوط الخلافة الإسلامية وحلت محلها المواطنة، كان الأصل فيه أن يبين للمسلمين أنه في حال سقوط الدولة الإسلامية أو الخلافة فإنه يحرم على المسلمين أن يبيتوا ثلاثة أيام دون وجود خليفة يرعاهم ويطبق عليهم الإسلام، وإن هذا يستلزم من المسلمين كافة العمل الجاد لإيجاد دولة الخلافة على منهاج النبوة من جديد، لأن وجودها فرض والعمل لها من أجلَّ الفروض، وكان الأصل أن يبين شيخ الأزهر للمسلمين أن الدول القائمة في العالم الإسلامي اليوم ليست إلا دولا مسخا أقامها الكافر المستعمر على أنقاض دولة الخلافة للمحافظة على وجوده وعلى مصالحه، وأن الإسلام يوجب على المسلمين جميعا أن يعيشوا في دولة واحدة لا تفرقهم الحدود، وكان الأصل أن يبين شيخ الأزهر للمسلمين كافة أن حكام اليوم ليسوا حكاما شرعيين، بل هم مغتصبون للسلطة فلا سمع لهم ولا طاعة، يجب قلب عروشهم على رؤوسهم، وأن الحاكم الوحيد الذي تجب طاعته هو مَن يختاره المسلمون عن رضا واختيار ليطبق عليهم شرع الله سبحانه، ولكن أنى لشيخ الأزهر الذي رضي بالدنية والمناصب والتزلف والنفاق لفرعون مصر السيسي أن يكون من أهل هذه المواقف العظيمة؟!!

 

أما المضحك في كلام شيخ الأزهر فهو رسالته للشباب عن الوطن وحب الوطن والدفاع عن الوطن، فعن أي وطن يتكلم الشيخ؟! هل يتكلم عن وطن رسم حدوده الكافران سايكس وبيكو ويحكمه العملاء أمثال السيسي؟! وماذا عن بقية بلاد المسلمين والدفاع عنها يا شيخ؟ أّليس ذلك واجبا أيضا على كل مسلم؟ وهل فرّق الإسلام بين بلد إسلامي وبلد إسلامي آخر؟ أليست كل بلاد المسلمين واحدة من حيث الدفاع عنها وحمايتها؟ وهل الوطنية من الإسلام في شيء يا شيخ؟! إن الوطن عند شيخ الأزهر هو فقط تلك البقعة التي رسم حدودها الكافر المستعمر ووضع لها علمها ودستورها، ويدعو الشباب إلى حبها، ولذلك فإن الشام ودماء أهله لا حرمة لها عند شيخ الأزهر ولا تجعل الدم يغلي في عروقه، ولو كان لها عنده حرمة لدعا جيوش المسلمين لنصرة أهل الشام وتحرك جيش مصر لوضع حد لشلال الدم الذي ينزف منذ أكثر من خمس سنوات، ولو كان لدماء المسلمين حرمة عند شيخ الأزهر لوقف في وجه السيسي الذي يرسل المقاتلين والسلاح لا للدفاع عن المسلمين بل لقتلهم كما في الشام وليبيا.

 

نذكر شيخ الأزهر أن التتار الذين دمروا بغداد عاصمة الخلافة العباسية وقتلوا خليفة المسلمين وعاثوا فيها وفي بلاد الشام فسادا لم تسحقهم إلا جيوش المسلمين التي خرجت من مصر بقيادة القائد قطز وبيبرس، يوم لم يحمل هؤلاء القادة العظام مفهوم الوطن الذي يحمله شيخ الأزهر اليوم ويروج له، وأن بيت المقدس لم يُحرر من الصليبيين إلا يوم ترفّعَ المسلمون عن مفاهيم الوطنية الضيقة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أوكاي بالا

 

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا

2016_06_23_TLK_3_OK.pdf