بسم الله الرحمن الرحيم
بلوغ المرام من نظام الإسلام
(ح21)
مسألة القضاء والقدر في المذاهب الإسلامية
الحَمْدُ للهِ ذِي الطَّولِ وَالإِنعَامْ, وَالفَضْلِ وَالإِكرَامْ, وَالرُّكْنِ الَّذِي لا يُضَامْ, وَالعِزَّةِ الَّتِي لا تُرَامْ, والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَيرِ الأنَامِ, خَاتَمِ الرُّسُلِ العِظَامْ, وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَأتبَاعِهِ الكِرَامْ, الَّذِينَ طَبَّقُوا نِظَامَ الإِسلامْ, وَالتَزَمُوا بِأحْكَامِهِ أيَّمَا التِزَامْ, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ, وثَبِّتنَا إِلَى أنْ نَلقَاكَ يَومَ تَزِلُّ الأقدَامُ يَومَ الزِّحَامْ.
أيها المؤمنون:
السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا “بُلُوغُ المَرَامْ مِنْ نِظَامِ الإِسلامْ” وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّامِنَةَ عَشْرَةَ, وَعُنوَانُهَا:
“مَسألَةُ القَضَاءِ وَالقَدَرِ فِي المَذَاهِبِ الإِسلامِيَّةِ”. نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي الصَّفحَةِ الرَّابِعَةِ عَشْرَةَ مِنْ كِتَابِ “نظَامِ الإِسلامِ” لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ.
يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: “قالَ تعالى فِي سُورَةِ آلِ عِمْرانَ: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا). وَقالَ فِي سُورَةِ الأَعْرَافِ: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ). وَقَالَ فِي سُورَةِ الحَدِيدِ: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ). وَقَالَ فِي سُورَةِ التَوبَةِ: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ). وَقَالَ فِي سُورَةِ سَبَأ: (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ). وقالَ فِي سُورَةِ الأنْعَامِ: (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). وقالَ في سُورَةِ النِّسَاءِ: (وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ). هَذِهِ الآيَاتُ وَمَا شَاكلَهَا مِنَ الآياتِ يَسْتَشْهِدُ بِهَا الكثيرونَ عَلَى مَسألَةِ القَضَاءِ وَالقَدَرِ اسْتِشْهَادًا يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ الإِنسَانَ يُجْبَرُ عَلَى القِيَامِ بِمَا يَقُومُ بِهِ منَ أعْمَالٍ، وَأنَّ الأعمَالَ إِنَّمَا يَقُومُ بِهَا مُلْزَمًا بِإرَادَةِ اللهِ ومَشِيئَتِهِ، وأَنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ الإِنسَانَ، وَخَلَقَ عَمَلَهُ، وَيُحَاوِلُونَ تَأْييدَ قَولِهِم بِقَولِهِ تَعَالَى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ). كَمَا يَسْتَشْهِدُونَ بأَحَادِيثَ أُخْرَى كَقَوْلِهِ e: «نَفَثَ رُوحُ القُدُسِ في رُوْعِي، لَنْ تموتَ نَفْسٌ حتَّى تَسْتَوْفيَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا ومَا قُدِّرَ لها». لَقَدْ أَخَذَتْ مَسْألةُ القَضَاءِ وَالقَدَرِ دَوْرًا هامًّا فِي المَذَاهِبِ الإسلاميَّةِ. وَكَانَ لأَهْلِ السُنَّةِ فِيهَا رَأيٌ يَتَلَخَّصُ فِي أَنَّ الإنْسَانَ لَهُ كَسْبٌ اخْتِيَارِيٌّ فِي أَفعَالِهِ فَهوَ يُحاسَبُ عَلَى هَذَا الكَسْبِ الاخْتِيَارِيِّ. ولِلْمُعْتَزِلَةِ رَأْيٌ يَتَلَخَّصُ فِي أَنَّ الإِنسَانَ هوَ الَّذي يخلقُ أفعالَهُ بِنَفسِهِ، فَهُوَ يُحَاسَبُ عَلَيهَا لأنَّهُ هُوَ الَّذي أَوْجَدَهَا، ولِلْجَبْرِيَّةِ فِيهَا رَأيٌ يَتَلَخَّصُ فِي أنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الَّذِي يَخلُقُ العَبدَ وَيَخلُقُ أفعَالَهُ، وَلِذَلِكَ كَانَ العَبدُ مُجبَرًا عَلَى فِعلِهِ وَلَيسَ مُخيَّرًا, وَهُوَ كَالرِّيشَةِ فِي الفَضَاءِ تُحَرِّكُهَا الرِّياحُ حَيثُ تَشَاءُ.
ونَقُولُ رَاجِينَ مِنَ اللهِ عَفْوَهُ وَمَغْفِرَتَهُ وَرِضْوَانَهُ وَجَنَّتَهُ: حَقًا إِنَّ مَسألَةَ القَضَاءِ وَالقَدَرِ أخَذَتْ دَورًا هَامًا فِي المَذَاهِبِ الإِسلامِيَّةِ, وَكَذَلِكَ فِي المُنَاقَشَاتِ الدَّائِرَةَ بَينَ النَّاسِ فِي مَجَالِسِهِمُ العَامَّةِ وَالخَاصَّةِ. وَقَدْ شَهِدْتُ بَعضَهَا قَبلَ أنْ أتَعَرَّفَ إِلَى فَكْرِ الشَّيخِ تَقِيِّ الدِّينِ النَّبهَانِيِّ, وَرَأيتُ النَّاسَ فِي حِيرَةٍ مِنْ أمرِهِمْ, يَخُوضُونَ مَعَ الخَائِضِينَ فِي حَدِيثِ القَضَاءِ وَالقَدَرِ, مِنهُمْ مَنْ يَرَى أنَّ الإِنسَانَ مُسَيَّرٌ فِي أعْمَالِهِ الَّتِي يَقُومُ بِهَا, وَلَيسَ بِمُخَيَّرٍ, وَمِنهُمْ مَنْ هُوَ عَلَى النَّقِيضِ مِنْ ذَلِكَ الرَّأيِ تَمَامًا يَرَى أنَّ الإِنسَانَ مُخَيَّرٌ فِي أعْمَالِهِ الَّتِي يَقُومُ بِهَا, وَلَيسَ بِمُسَيَّرٍ, وَعَرَفْتُ فِيمَا بَعدُ, بَعدَ أنْ مَنَّ اللهُ عَلَيَّ بِحَملِ الدَّعوَةِ مَعَ حِزْبِ التَّحرِيرِ, وَتَلَقَّيتُ الثَّقَافَةَ الإِسلامِيَّةَ تَلَقِّيًا فِكرِيًا فِي حَلْقَاتٍ مُرَكَّزةٍ عَلَى أيدِي أسَاتِذَةٍ أجِلاءَ, مِنهُمْ مَنْ قَضَوا نَحبَهُمْ, رَحِمَهُمُ اللهُ رَحْمَةً وَاسِعَةً, وَمِنهُمْ مَنْ يَنتَظِرُ, وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً, حَفِظَهُمُ اللهُ وَرَعَاهُمْ, وَجَزَاهُمْ عَنَّا خَيرَ الجَزَاءِ, وَثَبَّتنَا وَإِيَّاهُمْ عَلَى الحَقَّ المُبِينِ, فَأوضَحُوا لِي مَسألَةَ القَضَاءِ وَالقَدَرِ إِيضَاحًا كَامِلاً لا لَبسَ فِيهِ وَلا غُمَوضَ, وَبعدَ أنْ رَجَعْتُ بِذَاكِرَتِي إِلَى الوَرَاءِ, وَعَاوَدْتُ استِحضَارَ مَا كَانَ يَدُورُ بَينَ النَّاسِ مِنْ مُنَاقَشَاتٍ, عَرَفْتُ أنَّهُمْ كَانُوا يُصِيبُونَ مَرَّةً وَهُمْ لا يَدرُونَ, وَيُخطِئُونَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً, وَهُمْ يَحسَبُونَ أنَّهُمْ يُحسِنُونَ صُنعًا, وَاللهَ أسْألُ أنْ يُمَكِّنَنَا مِنْ أدَاءِ الأمَانَةِ الَّتِي كَلَّفَنَا اللهُ تَعَالَى بِحَمْلِهَا لِلأجيَالِ الحَاضِرَةِ, وَأجيَالِ المُستَقبَلِ المُشْرِقِ بِنُورِ الخِلافَةِ القَادِمَةِ قَرِيبًا بِمَشِيئَةِ اللهِ, وَأنْ يُعِينَنَا عَلَى إِيصَالِ أفكَارِ الإِسلامِ لَهُمْ كَمَا وَصَلَتنَا وَاضِحَةً جَلِيَّةً؛ لِيَحمِلُوهَا كَمَا حَمَلْنَاهَا لِلأجْيَالِ مِنْ بَعدِهِمْ إِلَى أنْ يَرِثَ اللهُ الأرضَ وَمَنْ عَلَيهَا, إِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرٌ وَبِالإِجَابَةِ جَدِيرٌ.
القَائِلُونَ بِأَنَّ الإِنسَانَ مُسَيَّرٌ, وَلَيسَ بِمُخَيَّرٍ, بَلْ هو مُجْبَرٌ عَلَى القِيَامِ بِمَا يَقُومُ بِهِ منَ أعمالٍ، وأنَّ الأعمالَ إِنَّما يقومُ بِها مُلْزَمًا بِإِرَادَةِ اللهِ وَمَشِيئَتِهِ، وَأَنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ الإِنسَانَ، وَخَلَقَ عَمَلَهُ، يَستَشْهِدُونَ بِآيَاتِ كَرِيمَةِ مِنهَا:
1. قَولُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ آلِ عِمْرانَ: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا).
وَقَولُهُ تَعَالَى في سورةِ الحديدِ: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
2. وَقَولُهُ تَعَالَى في سورةِ التَوبَةِ: (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
3. وَقَولُهُ تَعَالَى في سورةِ سَبَأ: (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
ويحاوِلون تَأْييدَ قولِهِم بقولِهِ تَعَالَى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ). كما يَسْتَشْهِدُونَ بأَحاديثَ أُخرى كَقَوْلِهِ e: «نَفَثَ روحُ القُدُسِ في رَوْعِي، لَنْ تموتَ نَفْسٌ حتَّى تَسْتَوْفيَ رِزْقَهَا وَأَجَلَهَا ومَا قُدِّرَ لَهَا».
أمَّا القَائِلُونَ بِأَنَّ الإنسانَ مُخَيَّرٌ بما يقومُ بِهِ منَ أعمالٍ،, وَلَيسَ بِمُسَيَّرٍ, وأنَّ الأعمالَ إِنَّما يقومُ بِها مُخْتَارًا, وأَنَّ اللهَ لا يجبره على القيام بها يَستَشْهِدُونَ بِآيَاتِ كَرِيمَةِ مِنهَا:
1. قَولُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ الكَهْفِ: (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).
2. وَقَولُهُ تَعَالَى في سُورَةِ فُصِّلَتْ: (مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ).
3. وَقَولُهُ تَعَالَى في سُورَةِ الإِنسَانِ: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا).
4. وَقَولُهُ تَعَالَى في سُورَةِ الإِسرَاءِ: (مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا).
لقدْ أَخذَتْ مَسْألةُ القَضَاءِ وَالقَدَرِ دَوْرًا هَامًّا فِي المَذَاهِبِ الإسلاميَّةِ, وَكَانَتْ آرَاؤُهُمْ كَالآتِي:
1. أَهْلِ السُنَّةِ: يَرَونَ أَنَّ الإنْسَانَ لَهُ كَسْبٌ اخْتِيَارِيٌّ في أَفعالِهِ, فَهوَ يُحاسَبُ على هذا الكَسْبِ الاخْتِيَارِيِّ.
2. الْمُعْتَزِلَةِ يَرَونَ أَنَّ الإنْسَانَ هوَ الَّذي يخلقُ أفعالَهُ بنفسِهِ، فهوَ يُحاسَبُ عليها لأنَّهُ هوَ الَّذي أَوْجَدَهَا.
3. الْجَبْرِيَّةِ يَرَونَ أنَّ اللهَ تعالى هوَ الَّذي يخلُقُ العبدَ ويخلقُ أفعالَهُ، وَلِذَلِكَ كَانَ العَبدُ مُجبَرًا عَلَى فِعلِهِ, وليسَ مُخيَّرًا, وهوَ كالريشَةِ في الفضاءِ تُحَرِّكُهَا الرِياحُ حيثُ تشاءُ.
أيها المؤمنون:
نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الْمَولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَةِ الثَّانِيَةِ عَلَىْ مِنْهَاْجِ النُّبُوَّةِ في القَريبِ العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه.