نصرة المسلم فريضة شرعية
الخبر:
سكاي نيوز – أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال اتصال هاتفي بينه وبين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في التعامل مع أزمة اللجوء السوري، بوصفها أزمة إنسانية دولية.
وشدد على أن الأردن لن يقبل أن تشكل أية ظروف خطرا على أمن حدوده واستقراره، مؤكدا على أن المملكة دعت في أكثر من مرة إلى ضرورة أن يكثف المجتمع الدولي من جهوده في التعامل مع الأزمة السورية، خصوصا ما يتصل بملف لاجئي سوريا، والتي طالما حذر الأردن من تداعياتها الخطيرة.
وأعرب بان كي مون، خلال الاتصال، عن تعازيه والمجتمع الدولي بضحايا الاعتداء، الذي استهدف موقعا عسكريا لخدمات لاجئي سوريا على الحدود الشمالية الشرقية للمملكة، مؤكدا وقوف الأمم المتحدة إلى جانب المملكة في مختلف الظروف، ودعم قدراتها للتعامل مع التحديات الناجمة عن الأزمات الإقليمية.
كما أشاد المسؤول الدولي بالجهود الكبيرة، التي يقوم بها الأردن في التعامل مع تداعيات الأزمة السورية، وحفظ أمن واستقرار المنطقة.
التعليق:
إن موقف الملك الأردني يفرض على ذاكرتنا استحضار بيعة الأنصار لرسول الله e والتي تعرف ببيعة الحرب.
صحيح أن ظروف طلب النصرة وحيثياتها يختلف عن اللجوء السياسي، فطلب النصرة يكون طلبا للقوة والمنعة والمناصرة والأمان، أما اللجوء فهو يكون في حالة الحرب والفرار للدول المجاورة لطلب الأمان والحماية نتيجة عدم الاستقرار الأمني في البلاد.
فماذا كان موقف الأنصار من طلب رسول الله e وما هو موقف عاهل الأردن من استنجاد أهل سوريا اليوم؟
بداية كلنا يعلم أن الأنصار كانوا أنصارًا للدين بحق، عقدوا العزم على النصرة قبل أن يطلب منهم هذا، كما أنهم لم يطلبوا لأنفسهم شيئًا قطُّ؛ لذا قال الله عنهم: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9]
وكلنا نعرف أن من شروط البيعة تلك أن يقوم الأنصار لله، لا تأخذهم في الله لومة لائم، وأن ينصروا الرسول e، وأن يمنعوه مما يمنعون أنفسهم وأزواجهم وأبناءهم، والجزاء العظيم كان بأن لهم الجنة…
وبالرغم من تبعات هذه البيعة والتي تمثلت في قول أسعد بن زرارة: “رويدا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه، وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله”.
فلم يخش الأنصار تبعات النصرة، ولم يخافوا على حدودهم، بل اطمأنوا لقول الرسول e حين قال لهم: «بل الدَّمُ الدَّمُ، والهَدْمُ الْهَدْمُ، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم».
الرسول e لم يذهب لاجئا كلاجئي سوريا اليوم، فارّاً من الحرب والتقتيل والتشريد، بل كان عليه الصلاة والسلام في عز من قومه ومنعة في بلده. ولكنه قد أبى إلا الانحياز إلى الأنصار واللحوق بهم.
فأي تبعات يخشاها ملك الأردن وأي تهديد يشهده من نصرته للمسلمين؟
أوليست الأردن جزءا من بلاد الشام التي قال عنها الرسول eإنها عقر دار الإسلام، أوليس من المفروض أن يكون أمان هذه الدار وأهلها بأمان الإسلام؟
أين هو من قوله e: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ لَكُمْ إِخْوَاناً وَدَاراً تَأْمَنُونَ بِهَا».
إن نصرة المسلمين شرف عظيم لا يناله إلا من يستحقه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إلى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عفراء تراب