دراما رمضانية أم جرعات سم مركزة؟!
الخبر:
نشرت قناة الجزيرة قبل أيام تقريرا مصورا عن الدراما الرمضانية في دول الثورات، تشويه للخصوم وتمجيد للحلفاء، ركزت فيه على الدراما المصرية والسورية.
التعليق:
إن نصف ساعة من الدراما التلفزيونية ذات تأثير أكثر من عشرات الخطب والدروس. فدور الإعلام كبير وخطير، ودور الدراما أو ما يسمى بالمسلسلات واضح جليّ في غرس المفاهيم والأفكار والسلوكيات عند المشاهد، وقد تنوعت هذه الدراما خلال السنين الماضية ما بين مصرية وسورية ولبنانية وخليجية وتركية، كل يترك تأثيرا على المشاهد، وللأسف كله تأثير سلبي بما تحمله هذه الدراما في طياتها من سم زعاف ومفاهيم هادمة لأفكار الإسلام وأحكامه، وتشويه للأوضاع السياسية والاجتماعية أو التاريخ خاصة في كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين في سياسة ممنهجة مدروسة ومتعمدة لتشويهه وإظهاره بصورة سلبية سيئة لا تمت له بصلة لإبعاد الناس عن مجرد التفكير بإرجاعه نظام حكم ومنهاج حياة.
ومن خلال نظرة سريعة على بعض ما يعرض في الفضائيات المختلفة نجد محاولة لتحسين صورة الأنظمة، وتشويها متعمدا للحقائق وذلك لرسم الصورة التي تريد في عقل المشاهد العربي. فرغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر والتي تعاني أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عقود، فقد أنفق هذا العام قرابة ثلاثة مليارات جنيه أي أكثر من 300 مليون دولار على إنتاج دراما تلفزيونية تعرض في شهر رمضان الحالي، ولم تغب عن الأعمال رسائل سياسية تصب في اتجاه دعم نظام السيسي.
وأيضا لوحظ العودة إلى المسلسلات الاجتماعية لتقول إن الوضع مستتب. وكذلك فإن النظام السوري بدوره لم يكن بعيدا عن استغلال الأعمال الدرامية والبرامج التلفزيونية في إطلاق رسائل سياسية وإسقاطات تتعلق بالوضع الراهن في البلاد.
من الملاحظ وبقوة إظهار إمكانية التعايش السلمي مع اليهود والنصارى، وأن الرابطة الإنسانية هي التي يجب أن تجمع الناس وليست الدين أو العقيدة فكل يعبد ربه كما يريد وبلا تدخل من الآخر، وكذلك إظهار النصراني واليهودي بأنهم أشخاص طيبون ومتفهمون ومتعاونون، بينما الرجل المسلم سيئ الخلق وعنيف. يضطهد المرأة ولا يحترمها ويسيء معاملتها، منغلق ومتحجر العقل، لتكريه الناس في المسلمين وتحبيبهم بالعلمانيين والنصارى. وكذلك أنه يمكن التعايش مع اليهود الأعداء الذين لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة.
هذا غيض من فيض عن أهمية الإعلام ودوره وبكل أشكاله خاصة الدراما التلفزيونية. نسأل الله تعالى أن يعجل بالفرج وبدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستولى أمور الإعلام وشؤونهم بما يرضي الله ويفيد العباد…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلمة الشامي (أم صهيب)