إلى الكسالى: اتركوا التصاقكم بالأرض
من نظر بتشاؤم ووضع خططه على أن نصر الله لن يأتي قبل خمسين أو مئة أو عشرات السنين نسي أو تناسى أن الله وعد بالنصر: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وقال: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ﴾ فلعلي به أراد أن يجد عذراً لنفسه ليمتنع عن أداء واجبه تجاه ربه وأمته، ولعلي به قد قصر نظره فلم يعد يرى غير نفسه ويظن أنه مرآة الأمة، فهو قد تقاعس وركن إلى الأرض وأقنع نفسه بأن العمل لا يجدي وكل من على وجه الأرض أسوأ منه حالاً ونسي أو تناسى ما وصلت إليه الأمة من قناعة بأن لا خلاص لها إلا بالإسلام وأن لا منقذ لها إلا بعودة الحكم بما أنزل الله، وأصبح أبناؤها يعملون بجد وجهد كل يوم وكل ساعة لتخليص أمتهم متوكلين على الله واثقين بنصره.
فإلى هؤلاء المتشائمين الكسالى نقول: ليتقوا الله وليحسنوا الظن به، وليرتفعوا بنفوسهم إلى المعالي وليتركوا التصاقهم بالأرض فما التصق أحد بالأرض وركن إلى الدنيا إلا زادته انحطاطاً وقذفت به إلى أسفل سافلين. أفنرضى وقد أكرمنا الله بأرقى فكر وأرقى مبدأ أن نتخلى عنه من أجل حفنة من مال أو خوفاً من عذاب الناس والله تعالى يقول: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.