Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا تخرب العراق فهل ستعمر السودان!

 

أمريكا تخرب العراق فهل ستعمر السودان!

 

 

 

الخبر:

 

تعهد المبعوث الأمريكي للسودان ببذل جهود من أجل إلحاق المعارضة السودانية بوثيقة (خارطة الطريق) التي اقترحتها الوساطة الإفريقية لتحقيق سلام شامل في السودان. والتقى المبعوث الأمريكي إلى السودان وجنوب السودان (دونالد بوت) مساعد الرئيس السوداني، إبراهيم محمود حامد في القصر الرئاسي بالخرطوم، وبحث الاجتماع تنفيذ خارطة الطريق التي قدمتها الوساطة الإفريقية في آذار/مارس الماضي، بجانب الحوار الوطني الشامل، وسير عملية السلام في مناطق جنوب كردفان، والنيل الأزرق، ودارفور. وأبدى المبعوث الأمريكي في تصريحات للصحفيين تفاؤله باكتمال عملية السلام في السودان، وتعهد ببذل الجهد اللازم لإقناع المعارضة للتوقيع على الوثيقة، ووصف المبعوث مباحثاته مع مساعد الرئيس السوداني بأنها كانت (مثمرة).

 

التعليق:

 

إن المبعوث الأمريكي في السودان يصول ويجول كما يحلو له، مسوقاً للوثيقة التي قدمتها الوساطة الإفريقية، بوصفه رسول سلام، ويجد القبول، والإذعان، من حكومة السودان من جهة، ومن جهة ثانية يتكلم مع المعارضة بهدوء، ويحمل في يده عصا غليظة من مجلس الأمن الدولي يهدد بالدخول في دارفور، تحت البند السابع بالقرار (1706) والذي من شأنه أن يجرد كل الحركات من سلاحها وفقا للقرار المعني بجمع السلاح.

 

هذا المبعوث هو مبعوث الحكومة الأمريكية التي شهدت على نفسها بأنها تتجسس على أهل العراق، وتدير العمليات فيها، بل إنها هي التي خربت العراق، كما ذكر ذلك في مقال لسليم مطر، نقلاً عن وكالات أنباء، حيث ذكر بأن الكونغرس الأمريكي يعترف بأن السفارة الأمريكية في بغداد تعتبر أكبر قاعدة مخابراتية في التاريخ، فهي التي تقود سرا العراق، وهي المسؤولة عن تمزق الدولة والمجتمع وتغذية الإرهاب.

 

وأوباما يعتذر للشعب العراقي، ويَعِدُ بتغيير السياسة التخريبية الأمريكية بصورة جذرية وحالاً، وقال: (مثلما خربنا العراق سوف نحييه).

 

بالرغم من أن هذه التصريحات التي مضى عليها عامان، إلا أن أيادي الخراب والدمار في العراق، ما زالت تعمل بكل جد واجتهاد، حتى تقضي على ما بقي منه (لا سمح الله)، ومع ذلك نجد أن السياسيين في السودان من حكومة ومعارضة، يجتمعون مع مبعوث أمريكا من أجل أن يعينهم في (تعمير!) السودان باسم السلام، وإنجاح العملية السياسية في السودان! أليس في هؤلاء رجل رشيد! أليست أمريكا هي التي مزقت السودان بفصل الجنوب عن الشمال، وجعلت أهل الشمال في حالة من الفقر المدقع بعد أن جردتهم من البترول… تخدعهم، وتَعِدُهم، وتمنيهم، ولا يعدهم الشيطان إلا غروراً، كما ذكر رئيس الحكومة عمر البشير في اللقاء الذي تم مع قناة الجزيرة بأن أمريكا لم تلتزم بأي شيء، ولم تقدم لهم أي جزرة، بل وجدت الحكومة العصي.

 

إن أهل السودان، بل والأمة الإسلامية قاطبة، تحتاج إلى رجال سياسة مخلصين، ليس همهم الكراسي، أو الوصول إلى السلطة بأي ثمن، لا، بل همهم مرضاة الله سبحانه، وعز الأمة، وكرامتها هي مبتغاهم، فهؤلاء هم الرجال الذين يجب على الأمة أن تؤازرهم وتقف معهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

المهندس/ حسب الله النور

2016_07_16_TLK_4_OK.pdf