Take a fresh look at your lifestyle.

إلى الأقلام المأجورة: إذا لم تستح فاصنع ما شئت

 

إلى الأقلام المأجورة:

 

إذا لم تستح فاصنع ما شئت

 

 

 

الخبر:

 

هجمة عنيفة غير مسبوقة من قبل أصحاب الأقلام المأجورة على عقيدة هذه الأمة وثوابتها ورموزها وتاريخها في جميع بلاد المسلمين…

 

التعليق:

 

أولا: بعد أن أزيلت الدولة الإسلامية من الوجود قام الاستعمار مقامها، يحكم البلاد العربية مباشرة، ويبسط نفوذه على سائر البلاد الإسلامية. فاحتل البلاد العربية فعلاً، وأخذ يوطد أقدامه في كل جزء منها، بأساليبه ووسائله الخفية الخبيثة، التي من أهمها الثقافة الاستعمارية الأجنبية، والمال والعملاء سواء أكانوا سياسيين أو مثقفين مأجورين تحتسب قيمة المقال بالدولار.

 

ثانيا: إن إشكالية علاقة المثقف بالسلطة التي يناقش بها بعضهم لا وجود لها في ظل وجود أنظمة سلطوية قمعية لسان حالها ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ فمجرد أن يتفوه الحاكم بأمر حتى ترى العجب العجاب من الكتّاب مدحا وكأن الكلام كان منه فتحا، أي عقلية تلك التي تكتب لتُعطى ومدار حبرها رصيد في البنك، بل إن بعضهم يكتب ليحصل على الفتات والتافه القليل!

 

ثالثا: إن هذه الأقلام ما كانت لترضى بدور الذليل والخائن لفكرته وعقيدته ولأمته لو كانت تملك قاعدة فكرية تنطلق منها حتى لو كانت تلك القاعدة متفقة مع نظام الحكم في أي بلد؛ لأن الممارسات من قبل السلطة – إذا لم تكن مبدئية – تكون على حساب الفكرة والنظرية والقاعدة الفكرية، وكم رأينا من سقوط لنظريات ومبادئ كان مفكروها تبعا للسلطة فزالت السلطة وزالوا معها وبقيت خيانتهم درساً للأجيال والأمم والشعوب!

 

وأخيرا: إن أي سلطة عاقلة ومتزنة ليست بحاجة إلى أقلام مأجورة وإنما هي بحاجة إلى أقلام محاسبة تنطلق من قاعدة الأمة الفكرية حتى ترتقي الأمة إلى رأس سلّم النهضة بدل أن تسقط في قعر قاع التخلف والانحطاط، وتكون ردة فعل الشعوب على تلك الأقلام هي إعمال السيف في حق من أيد ونافق وكتب قبل أن تكون في حق من نفّذ ومارس السلطة، لذا كان دور العلماء والمفكرين خطيرا على الكيان السياسي وكيان الأمة لأن الأمراء والعلماء سبيل النجاة لقارب الأمة نحو شاطئ الأمان والاستقرار، فهل يعقل أصحاب الأقلام أم أن حب المال طمس على قلوبهم وعقولهم فلا مجال عندهم لتوبة نصوح مع عقيدة هذه الأمة ورجالها؟ بانتظار وقت لا تنفع معه توبة ولا ندم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان – أبو البراء

2016_08_18_TLK_3_OK.pdf