الهجمات (الإرهابية) في تركيا ومرتكبوها الحقيقيون
(مترجم)
الخبر:
في ليلة 20 آب/أغسطس استهدف هجوم بالقنابل حفل زفاف في الهواء الطلق في جنوب شرق تركيا، قتل فيه 30 شخصًا على الأقل وجرح 94 آخرين. وتشهد (وكالات) تركيا موجة من الهجمات على مدار الأسبوع الماضي. ثلاث هجمات (إرهابية) حدثت في غضون 24 ساعة فقط في أنحاء منطقة فان وإلازيج وبتليس أودت بحياة 12 شخصًا من بينهم طفل واحد وامرأتان. ومن بين المصابين الذين بلغ عددهم 287 أصيب جنود وضباط شرطة ومدنيون. (وكالات)
التعليق:
في الوقت الذي نسبت فيه الهجمات في مدينة فان، وألازيغ وبتليس لحزب العمال الكردستاني، وفقًا للرئيس أردوغان فإن الهجوم الذي وقع في غازي عنتاب من المرجّح أكثر أن يكون قد ارتكبه تنظيم الدولة. طوال هذا العام، شهد شعب تركيا هجمات مستمرة، سواء ادُّعي أنها من قبل حزب العمال الكردستاني، أو يزعم أنها تمت من قبل تنظيم الدولة (الذي لم يعترف رسميًا قط بأي من الهجمات)، مثل الذي حدث في ساحة السلطان أحمد في اسطنبول، والانفجار الذي وقع في أنقرة في آذار والذي قتل فيه 37 شخصاً، والهجوم الذي وقع في المطار الرئيسي في إسطنبول والذي أسفر عن مقتل 44 شخصًا. الهجمات في جنوب شرق تركيا تحدث والبلاد لا تزال تكافح مع تداعيات انقلاب 15 تموز/يوليو، والذي يلقى باللوم فيه على حركة غولن.
على الرغم من أن المسلمين في تركيا يعلمون جيدًا الجناة الحقيقيين وراء كل هذه الهجمات، إلا أن القيادة في تركيا ما زالت تلقي باللوم بهذه الهجمات على عدد قليل من الدمى الفاسدة، والمقاولين الداخليين للقوى الحقيقية التي تأمر بهذه المجازر على هذه الأرض. وعلاوةً على ذلك تسعى إلى إسكات أصوات الشعب. حتى إن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أصر بقوله: “كسياسيين، نحن لم نقل أبدًا بأن الولايات المتحدة أو أي شخص آخر وراء محاولة الانقلاب، ونحن لا نأخذ هذا النوع من الشائعات على محمل الجد…” هذا الموقف ليس فقط صالح لمحاولة الانقلاب، لكن أثبتت شرعيته لنهج الحكومة بأكملها نحو (الإرهاب) الذي حدث في هذا البلد -وهذا ينطبق على أكثر من 30 عاما.
بغض النظر عما يجرؤ السياسيون في تركيا على قوله أو فعله، فهم فقط دمى لسادتهم الأجانب – اليوم حكومة حزب العدالة والتنمية بقيادة الولايات المتحدة هي تمامًا مثل الحكومات السابقة التي قادتها بريطانيا – الأعداء الحقيقيون للشعب الذي يعيش على هذه الأرض، بغض النظر عن أعلامهم، هي القوى الغربية المعادية للإسلام. إن الهجوم الأشد على المسلمين في تركيا، والذي واجهته الأمة الإسلامية كلها هو إزالة الخلافة من خلال القوى الاستعمارية في عام 1924م. ومنذ ذلك الوقت والانقلابات و(الإرهاب) والفوضى أصبحت هي الواقع المسيطر الوحيد على الأمة الإسلامية. وطالما أن الحكومة التركية لا تغير أولوياتها، وطاعتها لأسيادها الاستعماريين، لحماية أهدافهم السياسية والحفاظ عليها، فإن عدد وأساليب ظهور وقوة أعداء الإسلام سوف تستمر في الزيادة وستستمر في إزهاق الأرواح. وبالتالي؛ ومن أجل وضع حد لهذه الفوضى ولهذه الهجمات المتلاحقة لا بد ولا غنى عن إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
زهرة مالك