فسد الرّاعي فهلكت الرّعية
الخبر:
عثرت الشرطة الهندية في نيودلهي على طفلة تبلغ من العمر 11 شهراً بعد أن اختطفها جارٌ لهم يبلغ من العمر 36 عاما من ملجأ مؤقت وهي نائمة بجانب أمها واعتدى عليها لمدة ساعتين. وتم نقل الرّضيعة على الفور وهي مغشيّ عليها وتنزف إلى وحدة العناية المركزة في دين ديال أوبدهياي حيث ذكر الأطباء أن حالتها خطرة للغاية. (دايلي ميل 2016/09/05).
التعليق:
لم ينجح إصلاح القانون الجنائي في الهند أو الإجراءات المتخذة (سيارات أجرة نسائية، وأزرار استغاثة، وعدم ارتداء الفساتين والتنانير القصيرة مثلما أوصى وزير السياحة الوافدات الأجنبيات مؤخرا…) لم ينجح في الحدّ من وتيرة الاغتصاب أو حتى التخفيض منها. وتشير إحصائيات رسمية إلى أن النساء يقعن ضحية الاغتصاب بمعدّل امرأة كل 22 دقيقة، وواحدة من ثلاثة عمرها أقل من 18 سنة – صحيفة “جيوبوليس” الفرنسية -. كما يرى الكثيرون أنّ الهدف من قانون العقوبات الذي يمنع من الكشف عن هوية ضحايا الاعتداءات الجنسية عند أخذ أقوالهن وخاصّة إظهار وجوههن ليس حماية المجني عليهنّ بقدر ما هو المساهمة في إطباق الصّمت عن انتشار العنف الجنسي في البلاد. في الوقت الذي يعجز فيه أهالي الضحية عن تتبع الجاني لطول مشاوير المحاكم وقلة ذات اليد.
حاميها حراميها: ويكفينا علما أنّه تم يوم السبت 2016/09/03 القبض على “سانديب كومار” وزير شؤون النساء والأطفال في حكومة نيودلهي بتهمة الاغتصاب بعد إقالته من منصبه يوم الأربعاء إثر انتشار مقطع مصور له وهو في وضع مُشين مع امرأتين.
يسقط قناع أفلام بوليود وسيناريوهات الحب العذري والأيام الورديّة أمام فظاعة حوادث الاغتصاب اليومية التي تفتك بنساء الهند، وحتى الرّضيعات والطفلات طالتهن وحشية هذا الفعل الشنيع. وصنّاع الأفلام ما زالوا يخدعون الناس بجمال الحياة وبساطتها ويهوّنون الأوضاع المزرية والبون الطبقي الشاسع بقصّة حبّ بين شخص من طبقة فقيرة وأخرى غنيّة.
لقد غاب الأمن والأمان وانتشرت الرّذيلة في الهند والعالم أجمع؛ لأن الحكم تُرك للهوى فكانت الأنا لا تبحث إلا عن إشباع رغباتها بشهوانية حيوانية. لقد أشبع الإسلام غرائز الإنسان وفق نظام دقيق وتميّز بمنهج فريد في مكافحة الجريمة واستئصالها، فكان في تطبيق الحدود رحمة للبشر من انتشار الجرائم والضامن لأمنهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «حَدٌّ يُعْمَلُ بِهِ فِى الأَرْضِ خَيْرٌ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحَاً» رواه ابن ماجه والنسائي. ولن يكون ذلك إلا بدولة قويّة منيعة لا يتحكّم فيها الغني ولا يستبدّ فيها القوي ولا يتعدّى عليها الظالم بل الكلّ أمام أحكام الله سواء؛ وتلك هي دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي أطل زمانها وحان أوانها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. درة البكوش