نَفَقَ كريموف كما تَنْفقُ الدواب فهل سيتعظ الرويبضات
الخبر:
نفق اليهودي المجرم طاغية أوزبيكستان كريموف، يوم الجمعة 2016/09/02م…
التعليق:
روى البخاري ومسلم عن أَنَس بْن مَالِكٍ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: «يَتْبَعُ المَيِّتَ ثَلاَثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ: يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ».
قيل ومعنى الحديث: أن الرجل إذا مات تبعه إلى قبره ثلاثة: تبعه أهله، وهم أولاده وأقاربه وأهل صحبته ومعرفته، وتبعه ماله، كعبيده وإمائه ودابته، وتبعه عمله، وهو ما أسلفه من خير أو شر. فيرجع أهله وماله، ويبقى معه عمله.
تبع كريموف إلى حفرته أهله من زوجة وأولاد وأصحاب ومعارف، وعندما فرغوا من دفنه عادوا لينشغل كل منهم بدنياه، ثم سرعان ما سينسونه وكأنه لم يكن في حياتهم. وتبعه ماله من عربات ومركبات ومدرعات وأسلحة وذخائر – التي هي في الأصل أموال المسلمين – وحاشيته وأزلامه من وزراء وأجهزة أمنية وغيرهم، ثم عادوا ولم يدخل منهم أحد معه في حفرته. وتبعه عمله وهذا لن يرجع، بل سيبقى معه في قبره.
سيبقى معه عمله ليكون شاهدا عليه، ويمثل له كما في الحديث «رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: “وأنت فبشرك الله بالشر”، من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث».
سيشهد عليه عمله بأنه حكم المسلمين بغير ما أنزل الله، بل طبق عليهم قوانين ودساتير الكفر العلمانية، سيشهد عليه عمله بأنه كان خائنا للأمة فمنع الرجال من إعفاء لحاهم، ومنع النساء من ارتداء الجلباب وتغطية رؤوسهن ومنع الشباب من الصلاة وارتياد المساجد، كما سيشهد عليه عمله بأنه كان عميلا ذليلا للدول الاستعمارية الكافرة، وسيشهد عليه عمله بأنه قتل الآلاف من المسلمين وحملة الدعوة في أنديجان، وسيشهد عليه عمله بأنه يقبع في سجونه الآن أكثر من ثمانية آلاف من شباب حزب التحرير يعانون قساوة السجن وظلم وإجرام السجان، هم وغيرهم الآلاف من المسلمين، لا لشيء إلا لأنهم قالوا ربنا الله، وسيشهد عليه عمله بأنه قتل العديد من شباب حزب التحرير في السجون بأبشع الصور وأقذر الأساليب، سيشهد عليه عمله مع جوعة كل فقير كان هو سببا في فصله من عمله أو عدم توفير عمل له، ومع بكاء كل طفل يتيم تسبب في قتل والده، أو طفل مسكين يقبع أبوه خلف قضبان السجن، ومع أنين كل أم فجعها بسجن أو قتل ولدها، وشكوى كل امرأة غيبت سجونه، أو الموت على يديه زوجها، كما سيشهد عليه عمله بحجم الأموال التي نهبها هو وحاشيته من المسلمين، وبحجم ثروات البلاد ومقدراتها التي أسلمها للدول الاستعمارية… سيشهد عليه عمله بكل الجرائم التي ارتكبها في حق المسلمين والتي قد يحتاج حصرها إلى كتاب كبير وليس مجرد تعليق على خبر.
إن كريموف قد أفضى إلى ربه بسوء ما عمل، وسينال من العزيز الجبار الجزاء الأوفى، فهل سيتعظ الرويبضات من سوء خاتمته، أم سيبقون في غيهم سادرون، وعلى نهجه سائرون فيلقون نفس مصيره؟!
﴿إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك