أطفال المهاجرين أم مسألة مكونات سكان روسيا؟!
الخبر:
في الأول من أيلول/سبتمبر عام 2016 صرحت صحيفة (موسكوفسكي كمسومولتس: “أن لائحة أسماء لأحد الصفوف الأولى من المدرسة رقم 3 (عمال مراجل ضواحي موسكو) قد نشرت على الإنترنت فتسببت بضجة ليست بالكبيرة ولكنها مستمرة حيث تضمنت أسماء ثمانية وعشرين طالبا، ثلاثة منهم يحملون ألقاب عائلات روسية والبقية يحملون ألقابا من آسيا الوسطى”.
التعليق:
من اللائحة المنشورة على الشبكة يظهر أن الغالبية العظمى في أحد الصفوف الأولى في مدرسة من ضواحي موسكو هم من الجمهوريات التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق. النقاش في موضوع لائحة أسماء الصفوف الأولى الذي أحدث ضجة على مواقع التواصل الإلكتروني هو ذو صبغة وطنية في التعليقات بشأن العدد الكبير من أطفال المهاجرين في إحدى المدارس الواقعة في إحدى المدن الصغيرة من ضواحي موسكو. لو تركنا عواطف الوطنيين على جهة فإن المغزى سيكون مقارنة بالسكان الأصليين فإن أطفال المهاجرين أكثر وهذا ما أثار قلق السكان المحليين حيث إنهم بالحدس استشعروا الخطر.
إن المسألة هي لماذا السكان المحليون لا يستطيعون اللحاق بالمهاجرين في المؤشرات السكانية. هذه الحقيقة يمكن توضيحها ببساطة: حيث إن المسلمين القادمين من آسيا الوسطى في ما يتعلق بالعائلة يعتمدون على المفاهيم الإسلامية والتي حافظوا عليها حتى بوجود الاتحاد السوفيتي، منذ أن دخل الإسلام إلى بلادهم، أما السكان الأصليون فإنهم لا يملكون قاعدة فكرية صادقة في هذه الناحية والتي تمكّن من تقوية مؤسسة الأسرة، ببساطة فإنه محكوم بالانحطاط المستقبلي تحت ضغوط أفكار الرأسمالية. فمن منطلق هذه الأفكار فإن الأسرة لا تعتبر شيئا ضروريا في تطور المجتمعات؛ وذلك لأن الأهم، من وجهة نظرهم في هذه الحياة، هو الحصول على الملذات، أي أن إنجاب الأطفال هو أمر غير مربح أو غير مفيد، لذلك فإن الشباب يتوجهون إلى الإنجاب بعد الاستمتاع بجميع ملذات الحياة. وإن لم نتطرق بالكلام عن أن ما يسمى بالحرية الشخصية تسمح للشذاذ بإنشاء أسر. فهل يمكن القول بأن هذا سيوجه ضربة مباشرة للمقاييس السكانية؟!
هذه الحالة الموجودة في السكان الأصليين تختلف عنها في الإسلام والتي هي مبنية على أسس الشريعة الإسلامية. فالنظام الاجتماعي ينظم علاقة الرجل مع المرأة؛ لذلك فإن مظاهر غريزة النوع كالأبوة والأمومة يتم إشباعها وفقا لفطرة الإنسان. هذا النظام لا يقوي أسس الأسرة والتي تنشئ المجتمع وحسب بل إنها تحفز وجود العائلات كثيرة الأطفال أساسا في تركيبه.
يقول الرسول e: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة». هذا كله يفسر كثرة أعداد المسلمين بالنسبة للأمم الأخرى. لهذا لا يمكن أن نستغرب زيادة عدد أطفال المهاجرين المسلمين في أماكن إقاماتهم حتى لو كان ذلك بعيدا عن بلادهم.
لذلك فإنهم بدل أن ينفعلوا، يجب على سكان موسكو أن يوجهوا أنظارهم نحو أفكار الإسلام وتأثيرها الرائع على المجتمع، غير أن وسائل الإعلام تسعى لأن تتجنب الحديث في هذا الموضوع لكي لا تلفت النظر إلى الإسلام كنظام حياة وإلى مناقضة أفكار الرأسمالية لبعضها البعض.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سليمان إبراهيموف