تهنئةٌ مِنْ حِزبِ التحريرِ في عيدِ الأضحى المبارك
اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، لا إله إلا الله … اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبر، وللهِ الحمد
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آلِه وصَحْبِهِ ومَنْ والاه… وعلى مَنْ تَبِعَهُ فترَسَّمَ خُطاه، فجعلَ العقيدةَ الإسلاميةَ أساساً لِفِكْرَتِهِ والأحكامَ الشرعيّةَ مِقياساً لأعمالِهِ ومَصدراً لأحكامِهِ، أمّا بعد…
أيُّها المسلمونَ في كلِّ مكان…
يسرُّنا في المكتبِ الإعلاميِّ المركزيِّ لحزبِ التحريرِ أن ننقُلَ للأمةِ الإسلاميةِ جمعاء، تهنئةَ أميرِ حزبِ التحرير، العالمِ الجليل عطاءِ بنِ خليلٍ أبو الرَّشتَة حفظهُ اللهُ تعالى بِعِيدِ الأضحى المبارك، كما ويسرُّنا أن ننقُلَ تهنِئَتَهُ لشبابِ وشابّاتِ حزبِ التحرير الذين يصلون ليلهم بنهارهم في مقارعتهم لأنظمة العهد الجبري، وكفاحهم لإعلاء كلمة الله بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي بشر بها عبد الله ورسوله e.
يطل علينا هذا العيد وقد كثرت جراحات الأمة، ولكن هذه المعاناة التي نعيشها هي بحد ذاتها مؤشر على صحوة الأمة في سعيها للتحرر من الهيمنة الاستعمارية التي أطبقت عليها منذ هدم الغرب الكافر دولة الخلافة عام 1924م، فمن رحم المعاناة يزداد الأمل بنهاية العهد الاستعماري الجبري، ورغم ما وقع على الأمة فإن كلنا ثقة بوعد الله بإظهار دينه على الدين كله، وبتحقيق بشرى رسوله e بإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وعسى أن يكون قريبا. وفي هذا يقول الحق سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
هذا وعد الله الحق، ولن يخلف الله وعده ولو أرجف المرجفون، ونافق المنافقون الذين يبررون عبودية الأمة للغرب الكافر تحت شعارات خداعة، والسيرة النبوية المطهرة تعلمنا أن بعض منافقي المدينة كانوا يقولون: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط. ﴿وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا﴾ [الأحزاب: 12].
ومع ذلك فقد وعد رسول الله e سراقة حين قال له كيف بك إذا لبست سواري كسرى، فلما أتى عمر بسواري كسرى ومنطقته وتاجه دعا سراقة بن مالك فألبسه إياهما، فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز الذي كان يقول أنا رب الناس، وألبسهما سراقة بن مالك بن جعشم أعرابي رجل من بني مدلج.
فليس على المؤمنين الصادقين اليوم إلا الاعتصام بحبل الله وصدق العبودية والتذلل له، والعزيمة في نصرة دينه على الوجه الشرعي الذي علمنا إياه رسول الله e، والصبر على الأذى والثبات على ذلك حتى يأتي الله بأمره.
وإني إذ أَنْقُلُ لكم وللأمّةِ الإسلاميةِ تهنِئَةَ رَئِيسِ المكتبِ الإعلاميِّ المركزيِّ لحزبِ التحريرِ وجميعِ العامِلِينَ فيه، أتضرع إلى المولى عزَّ وجل أنْ يأْتِيَ العيدُ القادمُ والأمةُ الإسلاميّةُ تعيشُ في ظلِّ رايةِ العُقاب، وأنْ تكونَ قد توحَّدَتْ وانتصَرَتْ وعَزَّتْ بإذْنِ الله، وعادَتْ تتَرَبَّعُ مركَزَ الصّدارةِ، إنّهُ وَلِيُّ ذلكَ والقادِرُ عليه.
اللهم يا حي يا قيوم، يا حنان يا منان، يا من رفع السماوات بغير عمد نراها؛ أكرمنا بدولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة عاجلا غير آجل، وبمبايعة الخليفة الراشدة ليقود الأمة في تحرير البشرية من رجس عبودية البشر، ولإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ومن ظلم الحضارة الرأسمالية النتنة إلى عدل الإسلام ورحمته.
تَقَبَّلَ اللهُ طاعاتكم
والسّلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُه
سُبحانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ نَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إلاّ أَنْتَ نَسْتَغْفِرُكَ وَنَتُوبُ إِلَيْك
ليلةُ عِيدِ الأضْحَى المبُارَكِ لِعامِ ألفٍ وأرْبَعِ مِئَةٍ وَسبعةٍ وثَلاثِينَ لِلْهِجْرَة
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي
لحزب التحرير