قل موتوا بغيظكم فثورة الشام ليست لكم
الخبر:
أعلن وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) ونظيره الأمريكي (جون كيري) أن موسكو وواشنطن قد طرحتا خطة مشتركة من شأنها تخفيف حدة العنف في سوريا واستئناف العملية السياسية؛ وأضاف رئيس الدبلوماسية الروسية أن الاتفاق يقضي بوقف الأعمال القتالية في سوريا اعتبارًا من منتصف ليلة الـ12 من أيلول/سبتمبر، موضحًا أن الهدنة ستُعلن في البداية لمدة 48 ساعة لتمديدها لاحقًا الفترة نفسها ثم ستمدد بشكل دائم، وقال الوزير إن الخطة الروسية الأمريكية تقضي على وجه الخصوص بتحديد مناطق سيتم فيها ضرب المسلحين “الإرهابيين” من قبل الطيران الحربي الروسي والأمريكي حصرًا، دون مشاركة من سلاح الجو السوري، إلى جانب الاتفاق على الإجراءات الواجب اتخاذها ردًا على انتهاك وقف إطلاق النار، بدوره أكد وزير الخارجية الأمريكية إنجاز الاتفاق بشأن سحب طرفي النزاع قواتهما من طريق الكاستيلو، بهدف إنشاء منطقة خالية من الأسلحة حول مدينة حلب. (المصدر: روسيا اليوم).
التعليق:
ها نحن نشهد من يظنون أنفسهم أصحاب قرار يصرحون ويجتمعون من أجل “حل” قضية ثورة الشام! فيخرجون علينا باتفاق آخر جديد، يفصحون عنه أمام الكاميرات كأن لا أحد يستطيع ردّه في وجههم، ولا يملك أحد الكلام في حضورهم وتآمرهم. إن هذا الاتفاق القديم الجديد يخفي ما يخفي من تآمر نُسج في ظلمات الليل من أجل القضاء على ثورة خرجت من أرض الشام وأعلنتها بأعلى صوتها هي لله هي لله. إن هذا الاتفاق وما ترشح عنه حتى هذه اللحظة من نقاط قد أخذ من أمريكا وروسيا الأسابيع من أجل الإعداد له، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هذا الاتفاق خطة حاكتاها بإحكام وتعاون وثيق ومنتظم مع أطراف المؤامرة في الشام، فقد صرح وزير الخارجية الروسي أن الاتفاق يقضي بوقف القتال بين جميع الأطراف، بين القاتل والصائل، وهذا الأمر بإيعاز مباشر من الأدوات الخارجية التي تسمي نفسها صديقة الشعب السوري وهي حقيقة صديقة لأمريكا، مثل تركيا والسعودية والأردن وقطر، إلى الفصائل التي قبلت المال السياسي النجس بالتوقف والانصياع لأعداء الإسلام والمسلمين بتسليم وبيع الثورة.
الأمر الآخر الذي يتضمنه هذا الاتفاق هو منح أسبوع للفصائل والحركات لكي تختار، فإما أن تطيع وإما أن تعصي، من أجل وضع قائمتين إحداها ستكون هدفًا لأمريكا وروسيا على حد سواء لتكون تحت القصف والأخرى تحظى بالرعاية والدولارات. وهذا يدل على أن قضية الشام قد وصلت عند هؤلاء أعداء الإسلام إلى حد لا يطيقونه، فيريدون التعجيل بحلها والانتهاء منها قبل نهاية فترة الرئيس الحالي لأمريكا (أوباما).
وأيضا فيما رشح عن الاتفاق من نزع السلاح والتفريغ العام له في مناطق خاصة، بدءًا من الكاستيلو وانتهاء بحلب، وهذا هو عين الخطر مما يجعل الماضي يكرر نفسه كما حدث في البوسنة والهرسك، بأن يترك المجال لروسيا وأمريكا بغلاف الأمم المتحدة بتولي زمام الأمور كأنهم الحافظون للأمانات حمائم السلام، وهم صنّاع (الإرهاب) وسفّاكو الدماء في العالم كله، فهل يمكن لأي واعٍ مخلص لهذه الأمة والثورة أن يركن لهم ويجعلهم يقررون مصير أشرف ثورة عرفتها الشعوب ضد الكفرة المتآمرين؟! لا يمكن، لم تخلُ الشام من المخلصين الجادين العاملين للانعتاق من الكفار المستعمرين، لا والله! ففيها الكثير الكثير.
أما الإمعات الذين يصرحون في الأمور العظام في السياسة والفكر والعسكر، أمثال وزراء خارجية السعودية وتركيا والائتلاف العميل، فلا يدرون في القضايا شيئًا سوى غرف الفنادق وركوب الحافلات والاستجمام على الشواطئ، ولا يعرفون إلا المباركة والتمجيد لمخططات الغرب وغاياته الشيطانية، هم ليسوا سوى أبواقٍ للغرب الكافر وشهداء زور.
إن هذه الثورة المباركة التي خرجت ونادت بأعلى صوتها أنها لله تعالى ولأجل تطبيق شرعه سبحانه لن تقبل أن يضيع مجهود المقاتلين ودماء الشهداء من أجل لقمة خبز معجونة بالذل والإهانة والتدمير يقدمها من قتل أبناءها في الصباح سجدًا؛ ولن تدع الخونة يقطفون ثمار السنين الخمس التي مرت بها وأن يحقق الغرب غايته بالقضاء عليها.
فليعقل من كان عنده ذرة عقل أن الشام وأهلها وأرضها وثورتها لن يسرقها أمثال هؤلاء، ولن تنتهي إلا بشيء يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضى عنه وسعى له الشهداء ويشفي صدور قوم مؤمنين بإذن الله، فمهما خططتم ضد الشام ودبرتم من مكائد ومكرتم فإن الله خير ماكرًا، ولن يجعل النصر لكم ولو توهمتموه، فالنصر لهذه الثورة المباركة ولأهلها ولمن ساندها وعقد الأمل عليها من المخلصين الصادقين في هذه الأمة الكريمة، والله سبحانه وتعالى لن يتركهم وحدهم فهو فوق العباد ويده معهم بجنوده وسيؤيدهم بنصره.
﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا