أردوغان: “من واجب” تركيا القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية”
في سوريا وعلى الأراضي التركية
الخبر:
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد في خطاب متلفز أنه “من واجب” تركيا القضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا وعلى الأراضي التركية.
وقال أردوغان في خطاب بمناسبة عيد الأضحى “من واجبنا حيال رعايانا القضاء على داعش في سوريا ووقف أنشطته على أراضينا” في تركيا.
وأضاف أن “عملية “درع الفرات” العسكرية ليست سوى المرحلة الأولى” من هذا المشروع.
وقال أردوغان إنه “لا فرصة” لحزب العمال الكردستاني الذي بات في حالة حرب مع السلطات التركية منذ عام إثر انهيار وقف هش لإطلاق النار، “في الانتصار” أمام القوات التركية. وأضاف “كذلك الأمر” بالنسبة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية. (المصدر: موقع رأي اليوم، 2016/9/11)
التعليق:
ترى هل “الواجب” الذي أقر به أردوغان هو واجب شرعي أم واجب أمريكي؟
وهل “توقيت” هذا الواجب الآن هو توقيت إسلامي أم توقيت أمريكي؟
صحيفة الإندبندنت نشرت موضوعا طويلا قبل خطاب أردوغان بيوم كتبه من دمشق باتريك كوكبرن حول تنظيم الدولة، موردا فيه معلومات أخذها من أحد مقاتلي التنظيم قديما ومؤيديه وهو مقيم في سوريا.
ويشير كوكبرن إلى أن تنظيم الدولة بدا وكأنه على علم بتحرك الدبابات التركية والمقاتلين المسلحين إلى بلدة جرابلس على نهر الفرات، وإلى أن مسلحي التنظيم لم يحاولوا مقاومتهم. وكان هذا مناقضا تماما مع المقاومة الشرسة التي أظهرها مسلحو التنظيم للدفاع عن بلدة منبج ضد هجوم قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها وحدات حماية الشعب الكردية. وربما يكون التنظيم قد فقد في معارك منبج نحو 1000 مقاتل في المعارك الأرضية وبتأثير الضربات الجوية الأمريكية.
وأفادت تقارير وقتها أن مسلحي التنظيم انسحبوا إلى معقلهم القوي في منطقة الباب. لكن الكاتب يقول إن فراج لديه تفسير مختلف لما حدث، وينقل عنه القول “عندما دخل الجيش التركي إلى جرابلس تحدثت إلى أصدقائي الذين كانوا هناك. في الواقع، لم يغادر رجال التنظيم جرابلس ولكنهم فقط حلقوا لحاهم”.
ويدلل فراج عن التعاون بين التنظيم وتركيا مستخدما معارك الدفاع عن تل أبيض، التي وقعت قبل ذلك بعام، وهي معبر مهم بين تركيا وسوريا كان التنظيم يسيطر عليه.
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من الخطابة التي يتبعها الرئيس التركي أردوغان، فإن الرد المنضبط للتنظيم على التدخل التركي، يوحي بأن التفاهم بين تركيا والتنظيم، الذي كان واضحا للغاية في الماضي، لم يمت بالكامل.
ونقول هذه عينة تظهر على السطح عن العلاقة بين تركيا – أردوغان وتنظيم الدولة، ولذلك فإن “الواجب” الذي يتحدث عنه أردوغان لا يعدو كونه مادة للاستهلاك الإعلامي أما حقيقة الأمر فلم يخفها أردوغان أيضا عندما قال: “ان عملية “درع الفرات” العسكرية ليست سوى المرحلة الأولى”.
فماذا بعد درع الفرات؟
أليس حصار حلب من كل الجهات والوصول إلى قيادات رفيعة في جبهة فتح الشام وغيرها وقتلهم شيئا من “ثمار” هذا الواجب الأردوغاني؟
في 2016/8/16 أجاب أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة عن القمة التركية الروسية قائلا:
“- سياسياً: سيظهر للثوار بشكل لا لبس فيه أن تركيا قد غيرت سياستها، وأخذت تتجه للنظام السوري وإيران وروسيا، وأنها تدعو الثوار وتضغط عليهم من أجل القبول بالصيغة الأمريكية للحل في جنيف، وهي مفاوضة النظام والاتفاق معه على مستقبل سوريا، والدخول في حكومة مشتركة بين الثوار والنظام. وكذلك الضغط على الثوار تحت حجة النواحي الإنسانية لمنع حصار الثوار لمناطق النظام في حلب…
– عسكرياً: تحت عنوان محاربة تنظيم الدولة ستدخل تركيا المعارك في سوريا في تحالف مع روسيا، والتي سرعان ما ستتحول إلى قوة مشتركة لفرض وقف إطلاق النار، ويشمل ذلك تقديم كافة التسهيلات لروسيا لقصف الثوار من “إحداثيات المواقع” التي لا تعلمها روسيا وتملكها المخابرات التركية، وقد تقدم تركيا قواعد عسكرية لروسيا لتسهيل مهمتها الإجرامية في ذبح المسلمين في سوريا… ” انتهى.
فأي واجب هذا الذي شمرت عن سواعدك له يا أردوغان؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. حسام الدين مصطفى