مساعدات إنسانية في ظل مبدأ اللاإنسانية
الخبر:
حث المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، يوم الخميس، الحكومة السورية على السماح بدخول المساعدات “فوراً” إلى المناطق المحاصرة، مؤكداً أنه حتى الروس أعربوا عن “خيبة أملهم” من هذا الأمر.
وأضاف أنه بمجرد فك الارتباط ستكون هناك نقاط تفتيش خاصة على الطريق للسماح بمرور قوافل الأمم المتحدة دون عوائق، مؤكداً أن الأمم المتحدة لم تحصل إلى الآن على رخص التسهيل لإيصال المساعدات.
وقال المبعوث الأممي إن 40 شاحنة محملة بالمساعدات جاهزة للتوجه إلى شرق حلب.
التعليق:
بعد أن توصل وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف السويسرية في 9 أيلول/سبتمبر الجاري، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا يقوم على أساس وقف تجريبي مع حلول مغرب يوم الاثنين الماضي، ولمدة 48 ساعة، ويتكرر بعدها لمرتين ليبدأ التنسيق في قتال تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) في سوريا، دون أي إشارة للحل السياسي المزمع الاتفاق عليه، فقد تخلل هذه المساعي الحديث عن دخول المساعدات الإنسانية للمحاصرين في مدينة حلب جراء استهدافها من قبل طائرات التحالف الصليبي ومجازر النظام المتتالية التي راح ضحيتها المئات من المدنيين من أطفال ونساء.
إن الكلام عن المساعدات الإنسانية وصعوبة إدخالها للمدنيين على كافة وسائل الإعلام وتصويرها وكأنها الأزمة الأولى والأخيرة التي يعاني منها أهلنا في الشام، وكأنها المعاناة الوحيدة التي يتحاور من أجلها زعماء الدول ويعقدون اللقاءات تلو اللقاءات من أجلها، فهذه الضجة الإعلامية المصاحبة لمساعدات الأمم المتحدة ما هي إلا لإخفاء بنود اتفاق ما، سيظهر خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن حول سوريا في 21 من أيلول/سبتمبر الجاري.
يريدون إيهام الرأي العام أن الطاغية بشار طرف مهم في النزاع وأمريكا الدولة الأولى في العالم تنتظر موافقة نظام عميل لها يأتمر بأمرها، وهي التي وضعته على أجهزة الإنعاش لتطيل عمره خلال هذه الحرب الدائرة والثورة القائمة ضده.
كما يريدون من ذلك صرف النظر عما يسعى له الغرب من إذلال وإخضاع إرادة المسلمين ليكونوا دائما تحت وصايته يأتمرون بأمره ويسيرون وفق نهجه وسياسته الاستعمارية، جاعلين من المساعدات الإنسانية حصان طروادة التي تُخفي تنازلات معارضة الفنادق، وانسحابات الفصائل المدعومة بالمال السياسي، بالإضافة إلى تسويات هنا وهناك على حساب دماء المدنيين الأبرياء لإبقاء هيمنة أمريكا على بلاد المسلمين وفق عملاء يتوارثون ويتعاقبون على حكم الشعوب لنهب ثرواتهم تنفيذا لأوامر أسيادهم، ولإبقاء الأمة الإسلامية في سبات عميق لتستحيل نهضتها من جديد.
ولكن هيهات هيهات لأمة خير البرية أن تركع لغير الله وأن تستبدل ما ارتضاه لها خالقها، فالأمة فيها الخيرية ليوم الدين وستأخذ زمام أمرها ولو بعد حين، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾. فها قد حان زمن التغيير لتعود أمة الإسلام إلى عزتها ومكانتها من جديد حاملة لواء التغيير لتحكيم شرع الله واستئناف الحياة الإسلامية بدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز…
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى