جنوب السودان معاناة يجب أن تنتهي
الخبر:
أوردت العديد من وسائل الإعلام في الخرطوم خبراً عن وجود ما يزيد عن مليون لاجئ من جنوب السودان جراء المصادمات العسكرية التي تجري بين متمردي الأمس وحكام اليوم.
التعليق:
لا يخفى على أحد، المعاناة التي يعيشها أبناء جنوب السودان، في كل يوم وليلة آلاف المرات، فقد أكلتهم الحرب، وحاصرتهم الأمراض من كل حدب وصوب، حتى قيل إن جنوب السودان يعتبر من أكثر دول العالم في تفشي الأمراض الفتاكة.
وها هي أرتال من المهجّرين قسراً وجبراً تحت مسمى اللاجئين، يتدفقون إلى كل دول الجوار ومنها السودان، حيث استقبلت البلاد قرابة النصف مليون لاجئ منذ اندلاع أعمال العنف في الجنوب، وهذا ما كنا نحذر منه قبل وقوعه، حيث حذر حزب التحرير في السودان في كتيب أصدره في حينه، من قيام دويلة يهود ثانية في المنطقة، وها هي قد ولدت سفاحاً برعاية ودعم من أعداء الأمة الغربيين؛ الذين سخروا أدواتهم لقيام دولة ذات صبغة نصرانية حسبناها ستكون عدوة للأمة فقط، لكنها أضحت عدوة لشعبها أيضاً، حيث لا يرى منها إلا القتل والتدمير والتربة الخصبة للأوبئة والأمراض. نعم أنشئت دويلة فاشلة بكل ما تحمل الكلمة من معاني الفشل، حيث لا نعرف لهم نجاحاً، إلا القتل ونهب الثروات، فقد أصبح الفساد هو السمة التي تتميز بها حكومة الجنوب، ولهذا نقول إن جنوب السودان معاناة ومأساة يجب أن تنتهي.
أيها الأهل في السودان! إن ما يحدث لأبناء هذا البلد من أهل الجنوب لهو عار في جبين الوسط السياسي – حكومة ومعارضة – شمالاً وجنوباً، حيث لم يستجيبوا لنداء العقلاء، الذين كانوا يعملون لمنع فصل جنوب السودان عن شماله، وهم بذلك – أي الوسط السياسي – قد أكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أنهم في السياسة يمتازون بالعمالة، وفي الفكر يتنافسون على الضحالة، ففي الوقت الذي تشهد فيه البلاد هذه الجراحات النازفة لا يزال الوسط السياسي في سكرته مترنحاً من غيبوبة تقاسم السلطة والثروة، والتسكع في قاعات ما يسمى بالحوار الوطني، فكان الأجدر بهم أن يقدموا قضية العمل على استرداد جنوب السودان، باعتباره مصلحة عليا للأمة، وواجباً يمليه علينا الإسلام العظيم، بدل العبث في فنادق المعارضة بعواصم التآمر هنا وهناك.
إن ما يحدث في الجنوب من موت وتهجير ونهب للأموال لهو منكر عظيم في عنق كل مسلم تقاعد أو تقاعس عن العمل الجاد لتغيير هذا الواقع الفاسد. ومن هنا نتوجه بنداء حار إلى أبنائنا في القوات المسلحة، ونقول لهم: لقد حانت ساعة التحرك لأجل الانتشار في جنوب السودان حماية للإنسان، والثروات، والأعراض، وبمثل هذا المسلك تكونون أبطالاً ورجالاً بل وأنصار هذا الزمان. أليس فيكم رجل رشيد، يتحرك لإقامتها خلافة راشدة على منهاج النبوة، تخرج العابثين من الأمريكان وعموم الغرب الكافر من جنوب السودان، وتوفر الأمن والأمان!؟
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عصام الدين أحمد أتيم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية السودان