Take a fresh look at your lifestyle.

﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾

 

﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا

 

 

 

الخبر الأول:

 

قال علماء إن تجارب أولية تشير إلى احتمال تكوين أجنة بشرية يوما ما في المستقبل بدون حاجة إلى بويضات، ونجح العلماء في توليد فأر بصحة جيدة عن طريق خداع حيوانات منوية وجعلها تعتقد أنها تُجري تخصيبا لبويضات طبيعية.

 

وقال العلماء إن نتائج الدراسة، قد تعني في المستقبل البعيد الاستغناء عن المرأة في عملية تكوين الجنين، لكن في الوقت الراهن، تساعد الدراسة في تفسير بعض تفاصيل عملية الإخصاب. (بي بي سي 2016/09/14)

 

الخبر الثاني:

 

قال مسؤولون إن بلجيكا سمحت لأول مرة لقاصر، عمره 17 عاما، يعاني مرضا عضالا لا يُرجى معه الشفاء، بتلقي المساعدة حتى يضع حدا لحياته وذلك منذ أن رفعت القيود عن سن المريض بناء على طلبات لتسهيل الموت الرحيم.

 

وبلجيكا هي البلد الوحيد على مستوى العالم الذي يسمح للقاصرين مهما كانت أعمارهم باختيار الموت الرحيم، فقد أزالت القيد الذي كان يمنع الأطفال من اختيار الموت الرحيم عام 2014، وينص هذا القانون أن يكون القاصر متمتعا بقواه العقلية وقادرا بالتالي على اتخاذ قرارات معقولة وفي المراحل النهائية من المرض، ويتوجب على والدي القاصر أيضا أن يعطيا موافقتهما على خيار الموت الرحيم. (بي بي سي 2016/09/17)

 

التعليق:

 

من باب رعاية الشؤون والقوامة على المجتمع كان لا بد من التعليق والتوضيح لواقع هذين الخبرين لما فيهما من مساس بحياة المسلمين بل الناس أجمعين.

 

إن الغرب الرأسمالي الذي لا قيمة عنده إلا القيمة المادية النفعية لا يهمه ما يمكن أن ينتج عن هذا الاكتشاف من أضرار ومفاسد إنسانية ومجتمعية وهدم للكيان الأسري.

 

وبالمقابل فالمسلمون يلتزمون في كل ما دق في حياتهم بأحكام الشرع الحنيف وحتى في النواحي العلمية فإنهم لا يأخذون بها جزافا، وإنما يقيسونها بالشرع؛ فما انبثق عن الشرع أخذوه وما ناقضه تركوه ولم يلتفتوا إليه.

 

وبالنسبة لتكوين الأجنة، فبحسب الدراسة تستخدم بويضة غير مخصبة، وتستخدم مواد كيميائية لخداعها كي تصبح شبه جنين، وتشترك هذه الأجنة “المزيفة” في كثير من الخلايا العادية، مثل خلايا الجلد، وذلك من حيث طريقة الانقسام والتحكم في الحمض النووي.

 

وانطلاقا من هذا، قال العلماء إنه إذا كان حقن حيوانات منوية في أشباه أجنة فأر ينتج عنه صغار أصحاء، بالتالي يمكن في يوم ما تحقيق نفس النتائج بالنسبة للإنسان باستخدام خلايا ليست من البويضات.

 

وقال توني بيري، أحد العلماء المشاركين في الدراسة، لبي بي سي: “ثمة احتمال في المستقبل البعيد بأن تتحد خلايا عادية في الجسم مع حيوان منوي بطريقة تؤدي إلى تكوين جنين”، بمعنى آخر قد يكون بإمكان رجلين إنجاب طفل عن طريق تبرع أحدهما بخلية عادية وتبرع الآخر بحيوان منوي. أو قد يكون لرجل واحد طفله الخاص عن طريق استخدام خلايا شخصية من جسمه مع حيوانه المنوي.

 

إن هذه الدراسة تعيدنا بالذاكرة إلى نحو عقدين من الزمن حين توصل العلماء إلى استنساخ “النعجة دوللي”، ومع أن الاستنساخ على النبات والحيوان جائز ولا يتبعه أضرار أو مفاسد بل يمكن أن يستفاد منه في تحسين النوعيات وزيادة الإنتاج إلا أنه ولله الحمد لم تُجرَ على الإنسان، مع أن العلماء اعتبروه مقدمة للتوصل إلى استنساخ الإنسان.

 

إن عملية “الاستنساخ” ألغت ضرورة وجود الذكر وبالتالي ألغت ضرورة وجود أب لهذا المولود، وهذه الدراسة “تكوين الأجنة” تلغي بدورها ضرورة وجود الأنثى حيث يمكن أخذ نواة خلية جسدية من أنثى وتدمج مع بويضة أنثى وبذلك تلغي وجود الأم.

 

تزاوجٌ بطريقة غير طبيعية وغير شرعية يخالفون فطرة الله التي فطر الناس عليها، فعملية التلاقح الطبيعية لا تتم إلا بذكر وأنثى وبالخلايا الجنسية لا الجسدية، قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ﴾.

 

فهل تظنون أنكم تضاهئون الله في خلقه؟! ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا

 

إنكم لا توجِدون تلك الكائنات الحية من عدم، وإنما توجدونها من موجود، وما كان لكم أن توجدوها إلا بقضاء الله وإرادته. وكذلك ما يكون لأحد أن يسلبها الحياة إلا بقضاء الله وإرادته.

 

وما هذا المسمى بـ”الموت الرحيم” أو “القتل الرحيم” والذي يعرفونه بتدخل طبي بحقنة أو دواء مميتين يعطيه الطبيب للمريض بهدف وضع حد لحياته وإنهاء معاناته، ما هو إلا تعدٍّ على حرمة النفس الإنسانية وإيذاؤها، فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه ولا أن يجعل غيره يقتله برضاه.

 

فإذا كان إجهاض المرأة الإرادي لجنينها بعد نفخ الروح فيه – ولم يكن بقاؤه يؤدي إلى موتها وموته معها – يعتبر تعديا على النفس الإنسانية المعصومة الدم توجب الدية على المعتدي، فكيف بقتل إنسان بلغ من العمر زمنا!!

 

ولا يعنينا ما يطلقونه من ألفاظ وتبريرات لهذا العمل الشنيع من “حق اختيار الموت بكرامة” و”مساعدة مريض يواجه معاناة بدنية لا تحتمل على الموت”، فكله قتل وتعدٍ.

 

وما كان لمسلم مؤمن بقضاء الله والصبر على المرض أن يتخذ مثل هكذا قرار، فالحمد لله على نعمة الإسلام وعلى نعمة الإيمان بقضاء الله، الذي حدد لكل المخلوقات مدة حياتها ووقت انتهاء أجلها.

 

﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أختكم: راضية عبد الله

2016_09_21_TLK_4_OK.pdf