Take a fresh look at your lifestyle.

فما بعد الظلم والكفر إلا الهلاك

 

 فما بعد الظلم والكفر إلا الهلاك

 

 

الخبر:

 

شهدت العاصمة الإندونيسية، جاكرتا، في الأسابيع الأخيرة، تصاعد الوضع السياسي على الرغم من أن عملية انتخاب رئيس المحافظة لم تزل بعيدة فهي ستتم في آخر السنة القادمة، وذلك أن أحد المرشحين هو أهوك المحافظ الحالي. كان أهوك نائبا لجوكووي في رئاسة جاكرتا، وحينما تولى الرئيس جوكووي منصب رئاسة الدولة حل أهوك محله كمحافظ لجاكرتا. ولظلمه وسوء أخلاقه والغطرسة التي مارسها أهوك شهدت العاصمة احتجاجات واعتراضات ضد ترشيحه ودعوات لعدم انتخابه في الانتخابات القادمة.

 

أعرب السيد أمين رئيس (رئيس المجلس الاستشاري الشعبي السابق) اعتراضه على سياسة أهوك “إن غطرسة أهوك وكبره قد بلغ عنان السماء” وأضاف: “ما فعل أهوك إلا عبادة رؤساء الأموال، أما الناس العاديين الفقراء فهم مهانون” (تمبو، 8 أيلول/سبتمبر 2016)

 

 

التعليق:

 

من المؤلم أن يرأس عاصمة أكبر البلاد الإسلامية كافر ظالم مسيء للإسلام. فقد مارس أهوك سياسته القاسية على أهل العاصمة الفقراء، حيث قام أهوك في السنة الماضية بطرد أكثر من ثمانين ألف أسرة من بيوتهم ومتاجرهم بطريقة وحشية بحجة التصميم لمدينة جاكرتا. هذا فضلا عن الخشونة والغطرسة التي مارسها أهوك في معاملة الرعايا الضعفاء. وليس لأهوك أية إنجازات متميزة خلال مدة رئاسته، بل على العكس، فقد ارتفعت نسبة الفقراء 9,83% حتى بلغ عددهم 398 ألف شخص وذلك حسب تقرير المكتب المركزي للإحصاء، وارتفعت أيضا نسبة البطالة حتى صارت جاكرتا أكبر مدينة في إندونيسيا من حيث عدد العاطلين عن العمل بعد مدينة بانتين، ولم تزل مدينة جاكرتا تعاني من الفيضانات كحوادث روتينية، والزحام الشديد كمناظر عادية لأهل العاصمة حتى أصبحت جاكرتا أشد مدن العالم ازدحاما. وذلك ناتج عن سوء توفير المرافق العامة خاصة المتعلقة بوسائل المواصلات.

 

أما إساءته للإسلام فظاهرة في سياسته، فقد صرح أهوك أن القانون مقدم على الأحكام الدينية، وأباح الخمر، وعزم على إنشاء المواخير، ومنع ذبح الأضحية في مساجد المسلمين، ومنع مسيرات التكبير ليلة عيد الأضحى في حين إن احتفالات عيد الميلاد ليس لها أي حدود بل أجبر بعض المسلمين على المشاركة في أعيادهم. وأما الغطرسة التي مارسها أهوك فظاهرة في معاملة الضعفاء وكل من وقف أمامه. فقد حاول أهوك إسكات صوت المسلمين المعترضين، كما حدث مع الطالب في الجامعة الإندونيسية المهدد بالفصل من الجامعة إن لم يتأسف على دعوته لرفض أهوك لأنه كافر وظالم، وضغط على إدارة مسجد الاستقلال أكبر مسجد في البلد، لإلغاء البرنامج الذي يخشى أن فيه اعتراضاً عليه… وغيرها من المواقف.

 

حصل أهوك على الدعم الكبير من قبل الرأسماليين والتجار الصينيين الذين لهم سيطرة على اقتصاد البلد. وهؤلاء أيضا سيطروا على الأجهزة الإعلامية فروجت حسناته وأخفت سيئاته ومظالمه. فضلا عن دعم الرئيس جوكو ويدودو له، بدليل أن هناك قضايا فساد تتعلق بأهوك لكن لا أحد منها يرفع إلى المحكمة، ودعم هؤلاء الثلة من المسلمين والذين يتسمّون باسم العلماء المفتونين بقليل الدنيا المتجرئين على الله.

 

لا شك أنه يجب على المسلمين رفض رئاسة أهوك، وأن تنصيبه للحكم حرام شرعا لأنه يُشترط لتولي منصب الحكم الإسلام، والأدلة على ذلك مستفيضة في القرآن والسنة. فمن اختار أهوك في الانتخابات القادمة فيكون قد ارتكب حراما. علاوة على ذلك فإن تولي أهوك للحكومة أدى إلى تزايد سيطرة الأصول الصينية سواء أكانت في المجال الاقتصادي أم السياسي، وسيطرة النصارى على المسلمين، وهو أمر محرم شرعا أيضا فضلا عن الظلم والغطرسة وسوء الأخلاق التي يمارسها. فما بعد الظلم والكفر إلا الهلاك… ومع ذلك تبقى قضية تولي أهوك لرئاسة العاصمة قضية فرعية ناتجة عن تطبيق النظام الذي فتح الأبواب للكافرين والمفسدين لتولي الحكم ورئاسة البلاد. فيجب على المسلمين العمل الجاد لإزالة هذا النظام وإحلال نظام الإسلام في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فما دام نظام الكفر كالديمقراطية هو المطبق فإن المسلمين سيظلون يعانون من الظلم والقسوة…

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أدي سوديانا

 

 

2016_09_22_TLK_2_OK.pdf