لهذه العنجهيات، كيانٌ قادمٌ سينسيهم وساوس شياطينهم
الخبر:
دعت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا يوم الأحد 2016/09/18، المندوبةَ الأمريكية في الأمم المتحدة سامانتا باور لزيارة سوريا لترى بعينها كيف يعيش الناس في ظروف الحرب ولتعرف معنى الخجل. وكتبت زاخاروفا على صفحتها في الفيسبوك “عزيزتي سامانتا باور، لمعرفة معنى كلمة الخجل، أنصحك بالذهاب إلى سوريا والالتقاء مع الناس هناك. ليس مع النصرة، ولا مع المعارضة المعتدلة التي يقلق واشنطن إيصال المساعدات الإنسانية إليها، ولا مع مناضلي المستقبل النيّر المقيمين في الغرب، بل مع الناس الذين يعيشون هناك رغم ست سنوات من الاختبار الدموي الذي يجرب في بلدهم بمشاركة نشطة من واشنطن”. وأضافت زاخاروفا أنها تلتقي بالسوريين كثيرا، بممثلي المعارضة من المدن السورية، وبأطفال يتامى يأتون إلى روسيا للراحة أو العلاج…
التعليق:
يعجز اللسان، كما تعجز قواميس اللغة، عن وصف مدى الانحطاط والوقاحة التي وصلت إليه السياسة الروسية كما السياسة الأمريكية، فقد بلغتا من الإجرام مبلغاً تجاوز ما بلغته في الحربين الكونيتين، وأكثر مما بلغته أمريكا حين قتلت الملايين من البشر لتقيم فوق أجسادهم كياناً تصفه بالديمقراطي الحرّ القائم على أساس الحفاظ على حقوق الإنسان.
وروسيا كذلك، التي أوغلت في دماء المسلمين لعقود طويلة خلت، منذ ما قبل عهد بوتين ببعيد، الذي استلم راية الحقد على الإسلام والمسلمين ليُكمل مسيرة الجرائم في حق البشر من جهة، وليحاول الانتقام من المسلمين حين داست دولة الخلافة على كرامتهم الزائفة ومرّغت أنوفهم بالتراب انتقاماً من الروس ومجازرهم بحق المسلمين، فهو لا ينسى ذاك التاريخ، غير أنّ تاريخنا فيه من معاني الرحمة بالناس ما فيه، فشتان بين من يحملون مبدأً ورسالة عالمية ربانية جابوا البلاد ليوفروا للناس الكرامة والعيش الذي يرضاه ربّ العالمين، وبين كياناتهم التي جابت أيضاً البلاد ولكن لتقتل وتنهب وتستولي على الخيرات والمُقدّرات!!
والآن، وفي زمن ثورة الأمة في الشام يجتمع قَتَلَة الماضي والحاضر ليُفرغوا حقدهم وليعملوا على المحافظة على نفوذهم الذي أوكلوا وظيفة الخادم فيه لهؤلاء الحكام الأنذال، تقوم أمريكا وروسيا كلّ بدوره المخطّط له، مما لا تخفى مشاهده على العاقلين، وفي الوقت ذاته (يردحون) لبعضهم ردحاً بغيضاً حقيراَ وقحاً ليُظهروا خلافهم المزعوم أمام الناس من جهة، وليطيلوا أمد الحرب من جهة أخرى في حين إنهم يلتقون على هدف واحد وإن كانت بعض التفصيلات “الدقيقة” محل أخذ وردّ بينهما…
الناطقة باسم الخارجية الروسية تتكلم عن “الخجل” ومعانيه، وهي تعلم علم اليقين أنها تتكلم عن شيء غاب عن قاموسها وقاموس أمريكا التي تخاطبها، وليس فقط أنه غاب، بل يتصرفون على الأرض تصرّفاً لم يأتِ به الأوائل ولا عتاة مجرمي التاريخ، وكأني بهم يحاجّون بعضهم أيّهم أجرم أكثر أو أقل من الآخر في بلدٍ – الشام – بات مسرحاً لتجربة أسلحتهم على أنواعها وشدّة فتكها وتدميرها، ومسرحاً لمؤامراتهم المخابراتية مع هؤلاء الذين تقول إنها تلتقي بهم أي: المعارضة السورية، الذين يُزعم أنهم يمثلون الناس، وهم ليسوا أقل من مجرمين يشاركون روسيا وأمريكا جرائمهم بالصيغة السياسية التفاوضية المزعومة!!
سنعلّمكم يوماً معنى الخجل، سنعلّمكم يوماً معاني الكرامة، سنطأ يوماً – كما فعلنا – أرضكم وستخضعون صاغرين بعزّ عزيز أو بذلّ ذليل، وحينئذ سيكون القصاص العادل بإذن الله وستندمون على جرائمكم يوم لا ينفعكم الندم، أنتم تعتمدون على عنجهيتكم وخدمة الأراذل من أبناء جلدتنا، ونحن نعوّل على الله الواحد الأحد الجبار المنتقم وستعلمون نبأه بعد حين بوعد الله وبشارة الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام