أردوغان: لا سلام في سوريا دون الإطاحة بالأسد
الخبر:
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريح له يوم الثلاثاء الماضي من نيويورك عقب لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنه لا يمكن تحقيق سلام دائم في سوريا دون الإطاحة ببشار الأسد من السلطة، وقال أردوغان إن مستقبل سوريا يجب أن يحدده شعبها، ولا يمكن للأسد أن يكون جزءاً من أية عملية انتقالية، مضيفا أن تركيا أحد المؤيدين لفصائل المقاومة السورية التي تحارب للإطاحة بالأسد وتستضيف نحو 2.7 مليون لاجئ من أهل سوريا.
التعليق
منذ أن انطلقت شرارة ثورة الشام قبل ما يقرب من ست سنوات وحتى اليوم وخطابات أردوغان وتصريحاته الجوفاء حول تأييده لأهل الشام لم تتوقف، وخلال هذه السنين العجاف ذاق أهل الشام الأمرين، وكادت مدن أن تختفي من الخارطة بسبب البراميل المتفجرة والصواريخ وقتل خلق كثير، ومع ذلك لم تتوقف تصريحات أردوغان ولكنها أيضا لم تتحول إلى أفعال، وبقيت تصريحات لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تزد أهل الشام إلا رهقا.
وعندما قرر أردوغان تدخل الجيش التركي في الشام في 24 آب/أغسطس 2016، لم يكن هذا التدخل من أجل إسقاط بشار الأسد الذي قال عنه في تصريحه الأخير أن لا سلام في سوريا إلا بالإطاحة به، ولا لحماية أهل الشام الذين طالما ذرف دموع التماسيح عليهم، بل تدخل الجيش التركي بحجة محاربة تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني، وهذا يذكرنا بقصة ضريح سليمان شاه، فعندما سيطر تنظيم الدولة على المنطقة التي يرقد فيها ضريح سليمان شاه قامت الحكومة التركية في 21 شباط/فبراير عام 2015 بعملية عسكرية شارك فيها ما يقرب من 700 جندي تركي ومائة عربة مدرعة من أجل نقل ضريح سليمان شاه، لكن لم تحرك نخوتَه الميتَة الدماءُ التي تُسفك يوميا، ولا الخراب ولا الدمار ولا أشلاء الأطفال ولا الجثث التي مزقتها البراميل المتفجرة، وإنما حركه ضريح شاه، مما يعني أن تدخل الجيش التركي الحالي ليس لوجه الله، بل بأمر من أسياده الأمريكان لحماية عميلهم بشار ولحفظ مصالحهم، وهذا يقتضي بالضرورة التخلص من المخلصين من ثوار الشام، الذين ما زالوا يشكلون عقبة كأداء في وجه الحل السياسي الذي تريد أمريكا أن تفرضه في الشام.
أما قول أردوغان إنه لا سلام في سوريا إلا بالإطاحة ببشار الأسد، فما الذي يمنعك من ذلك يا أردوغان والجيش التركي لا ينقصه عدد ولا عدة وها هو يصول ويجول في أرض الشام؟ ثم إن الاكتفاء بالإطاحة ببشار لن يجلب السلام لأهل الشام كما تدعي، فهذا أصلاً هدف تافه، وأهل الشام الأبرار وعلى الرغم من التضحيات الجسام إلا أنهم قد عزموا أمرهم أن لا تنطفئ جذوة ثورتهم ليس فقط بكنس العملاء أمثال بشار وأنظمتهم ومؤسساتهم العسكرية وكل ما يمت لهم بصلة، بل وقطع يد الغرب الكافر الذي يحرك ويدعم هؤلاء العملاء وإزالة نفوذه من بلاد المسلمين قاطبة، وإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستعيد صياغة الأمة من جديد فلا يخرج فيها عملاء أمثال بشار والسيسي، وتعود الأمة لتختار مَن سيحكمها ومَن سيطبق عليها شرع ربها الحنيف، وتعود للمسلمين عزتهم المسلوبة منذ عقود، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا